بحث عن فرعون موسي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بحث عن فرعون موسي
ــــــــــ مــقــدمــــة ــــــــــ
عندما طلب منى عمل بحثا فى موضوع من موضوعات التاريخ , حقيقة كنت فى حيرة من أمرى وذلك لأن التاريخ متشعب جدا وواسع لدرجة يتحير معها أى باحث فى اختيار موضوع ما .
فبسهولة يمكن للمرء أن يكتب بحوثاً متعددة إذا أراد وذلك لأن التاريخ ينقسم إلى قديم ووسيط وحديث , يمكن للفرد أن يضع نصب عينيه موضوعات متنوعة يختار منها ما يشاء .
ولكن حيرتى كانت من نوع أخر وذلك لأننى لم أشا أن أكتب فى موضوعا تقليديا ولكن أردت أن أكتب فى موضوع أرى كباحث أن له قيمة كبرى .
وبعد فترة طويلة عزمت على الكتابة فى موضوع من موضوعات التاريخ القديم وذلك لأن له هوى فى نفسى , وأثرت أن يكون لهذا الموضوع علاقة بوطني مصر كنوع من الضرب على الوتر القومى الحساس مع مراعاة نقطة هامة جدا يجب أن يتصف بها كل باحث ألا وهى الموضوعية التاريخية .
وفى فترة من فترات تاريخ مصر القديم الذى هو عهد الفراعنة العظام الذين شيدوا تاريخ مصر القديم الذى نفتخر بأنه كان له الفضل على البشرية والأنسانية بما قدمه من حضارة خدمت البشرية فى شتى المجالات ظهر أحد الفراعنة الطغاة والذى أرتبط طغيانه بإحدى الديانات السماوية ألا وهى الديانة اليهودية وبقوم من سلاله إسحاق ابن إبراهيم عليهما السلام ألا وهم قوم بنى إسرائيل.
لقد ذكر القرآن الكريم فى مواضع متعددة جدا قصة هذا الطاغية مع نبى الله موسى عليه السلام ووضح القرآن مدى فساد هذا الطاغية لدرجة إدعائه الألوهية من دون الله جل وعلا وغره ملكوته بأن سخر المصريين لعبادته وسخر بنى إسرائيل لخدمته .
وهنا سأناقش كباحث نقطة دارت حولها الكثير من الأسئلة من هو هذا الفرعون الذى ارتبطت قصته
ببنى إسرائيل؟؟؟؟
وهنا عند عرضى لقصة فرعون موسى لن يطغى عليً الوتر القومى وسألتزم الموضوعية على أتم ما تكون وذلك لأن هذا الفرعون رغم كونه مصريا فقد أساء إلى عهد الفراعنة العظام ونحن لا نقول أن كل الفراعنة كانوا كالثوب الأبيض الذى لا يغطيه دنس , فمن المؤكد أنه كان هناك فراعنة طغاة ولكن هذا الطاغية قد أستشرى طغيانه لدرجة لم يكن لها مثيل فكان عاقبة أمره خسرا لدرجة أن لعنه الله فى أكثر من موضع من مواضع القرآن .
لقد ظهرت الكثير من النظريات حول كونية هذا الفرعون وزمانه , واختلفت تلك النظريات فيما بينها حول زمان هذا الطاغية وشخصيته , فمن تلك النظريات من قالت بأنه كان فى الأسرة التاسعة عشر ومنهم من قال بأنه كان فى عهد الأسرة الثامنة عشر ومنهم من اتخذ مسلكا مختلفا وقال بأن زمانه كان فى عهد ما قبل الأسر وهذه هى أغرب النظريات , ولكن كل نظرية جاءت ما يبرهن صحة ما جاءت به من أدلة وبراهين وهو ما وضعنا كباحثين فى ورطة , وهذه النظريات منها من قال أن هناك فرعونين أحدهما فرعون التسخير والأخر هو فرعون الخروج , ومنها من قال أن فرعون التسخير و فرعون الخروج هما شخصاٌ واحدا .
والحيرة الأكثر كانت فى أن القرآن لم يأت بنص واحد يوضح كونيه هذا الفرعون ومن المعروف أن كلمة فرعون تطلق على كل رجل أو حاكم كان يعتلى عرش مصر فى تاريخها القديم وبالتالى فأن القرآن لم يعطينا صورة كافية عن شخصية هذا الفرعون من الناحية التاريخية وتناول القرآن لقصة فرعون موسى كانت من إطار دينى بحت وكانت الحكمة من ذلك هى توضيح عاقبة الظلم والعدوان والتعالى على الله تعالى , وهنا يظهر دور الباحث التاريخى فى القيام بعمليات البحث والاستقصاء بهدف الوصول للحقيقة التاريخية.
وهنا سأكتفى بعرض لبعض النظريات التى ناقشت قصة فرعون موسى وزمانه, مع عرض للبراهين التى تثبت بها كل نظرية صحة نظريتها من خلال هذا البحث, مع قيامى بتصدير البحث بقصة مجئ بنى إسرائيل إلى مصر والأماكن التى سكنوها, ثم نورد أسباب معاداة فرعون لطائفة بنى إسرائيل وعن قصة الخروج من مصر مع عرض لبعض الآيات القرآنية التى تناولت جوانب من قصة فرعون موسى .
والله من وراء القصد ............
البــاحــــث
إهــــــــداء
إلى أبى وأمى
لله دركما , وعند الله جزاؤكما
ربى ارحمهما كما ربيانى صغيراً
دخول بنى إسرائيل مصر
فى البداية يجب أن نعلم أن إسرائيل عليه السلام الذى ينتسب إليه بنو إسرائيل هو نبى الله يعقوب ابن إسحاق ابن خليل الله إبراهيم عليه السلام , أما عن قصة أنتساب بنى إسرائيل إليه فترجع إلى أن يعقوب عليه السلام كما هو معلوم كان له أثنى عشر ولدا هم (يوسف علية السلام وأخوته) وهؤلاء هم الأسباط الأثنتى عشرة الذين ينتسب إليهم كل فرق بنى إسرائيل .
وقد بسط لنا القرآن الكريم قصة يوسف عليه السلام وأخوته وعن حسدهم إياه بسبب حب أبيهم الزائد له هو وأخيه من دونهم , ومن شدة حسدهم عليه فكروا فى قتله وذلك مصداقا لقوله تعالى (إذ قالوا ليوسف وأخيه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين ۞ أقتلوا يوسف أو أطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين) , ثم هداهم شيطانهم إلى أمر أخف وطأة إلا وهو إلقاءه فى الجب كما قال تعالى
(قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف والقوه فى غيابت الجب يلتقطه بعض السيارةإن كنتم فاعلين )
ورأينا كيف تم شراءه من قبل السيارة عندما أستخلصوه من البئر وتلا علينا القرآن ما حدث بعد ذلك من تتابع فى الأحداث حتى اشتراه عزيز مصر , والعزيز كما قال المفسرون هو القائم على أمر الخزآنة , ثم نشأ يوسف عليه السلام فى كنف ذلك الرجل ويحدثنا القرآن عن مراوده زليخة زوجة العزيز ليوسف عن نفسه وعن رفضه عصمه الله أن يجاريها فى طريق المعصية وكان عاقبة ذلك على يوسف أن دخل السجن جزاءا لرفضه معصية ربه ولكن كان الجزاء الأوفى من عند الله أن أعقبه بعد بلاءه سخاءا ورخاءا بأن جمعه بأبيه وأمه وإخوته بعد أن صار أمينا على خزائن الأرض .
ورأينا كيف صار يوسف أمينا على خزائن الأرض بعد أن مكث فى السجن بضع سنين وكيف خرج من السجن بسبب تأويله رؤيا الملك ومصداقا لقوله تعالى ( وقال الملك أنى أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يأيها الملا أفتونى فى رؤياى أن كنتم للرؤيا تعبرون )
ورأينا كيف تحقق تأويل رؤيا يوسف ومر القوم بسبع سنين خضر وأخر عجاف , ومن الملاحظ أن القحط قد وصل إلى أرض كنعان مما دفع أخوة يوسف أن يأتوا فى أول سنى السنوات العجاف للحصول على الغلال .
1. ورأينا كيف عرف يوسف أخوته ولم يعرفوه وكيف أستخلص أخوه بنيامين منهم , ثم فى النهاية بعدما حدثت المجادلة أن أمرهم بأن يأخذو ا قميصه ويلقوه على وجه أبيه فيأتى بصيراً ( اذهبوا بقميصى هذا فألقوه على وجه أبى يأتى بصيرا وأتونى بأهلكم أجمعين )4.
إذا هذه هى قصة دخول بنى إسرائيل مصر , فقد دخلوا إليها مع أبيهم يعقوب ( إسرائيل) عندما صار يوسف أمينا على خزائن الأرض فى عهد ملك مصر فى ذلك الوقت وهو الريان ابن الوليد وهو من( العماليق الذين كانوا يحكمون مصر وقتها )
إكراما ليوسف قام الريان بن الوليد بإقطاع بنى إسرائيل ارض جاسان ( جاشان) وهى تقع إلى الشرق من أرض مصر , وكان عددهم عندما دخلوا فى عهد يوسف كما تقول التوراة سبعين نفسا وخرجوا بعد ذلك مع موسى عليه السلام وهم أزيد من 600000 نفساٌ وفى هذا نظر.
استقرار بنى إسرائيل فى مصر
لقد عاش بنو إسرائيل فى مصر فى كنف يوسف عليه السلام الذى صار فى مكانه عظيمة فى الدولة , فقد كان مقرباً من حاكم مصر الذى أقطعهم أرض جاشان وكانت هى مكان استقرارهم طوال فترة بقائهم بمصر حتى خروجهم مع موسى عليه السلام بعد ذلك بأربعة أجيال .
وقد عاش بنو إسرائيل حياة نمطية فقد كونوا عصبة واحدة وقومية مستقلة عن باقى المصريين الأمر الذى استجلب عليهم عداوة الحكام بعد ذلك رغم وجود بعض مظاهر التبادل بينهم وبين المصريين .
عداوة فرعون لبنى إسرائيل
لا أحد ينكر أن قدوم بنى إسرائيل إلى مصر قد غلف فى البداية بالحب والمودة والعطف من قبل حكام مصر, وذلك لأنهم قوم يوسف عليه السلام . ولكن سرعأن ما أنقلبت هذه المودة إلى عداوة من قبل الحكام ومرد الأمر فى ذلك هو طبيعة بنى إسرائيل أنفسهم فقد قيل أنهم اشتهروا بدب النزاع بين المصريين وإيقاع التخاصم بينهم كما أنهم مثلوا قومية خاصة أنعزلوا بها عن باقى المصريين وقد كانت أرض جاشان محور هذه القومية.
ولكن العداء الأكبر كان من قبل فرعون ويفسر المفسرون ذلك بأن فرعون رأى فى منامة ذات يوم أن نارا قد جاءت من بيت المقدس وأحرقت كل ملكه وعندما سأل المفسرون عن هذه الرؤيا أخبروه أن مولودا سيأتى من بنى إسرائيل ويذهب بعرشه ومن وقتها أمر فرعون بقتل كل الأطفال الذكور المولودين حديثا .
كان الإسرائيليون فى مصر مسخرين للقيام بأعمال شاقة أجبرهم عليها فرعون مثل بناء المدن وخدمة المصريين وعندما قل عدد الاسرائليين من جراء قتل أطفالهم أشتكى المصريون لفرعون من نقص الاسرائليين الذين يخدمونهم وهذا سيكلفهم خدمة أنفسهم , فأمر بأن يقتل أطفال الاسرائليين عاما ويبقى عليهم عاما وكان مولد موسى عليه السلام فى عام قتل الأطفال الاسرائليين , وكان هدف فرعون من قتلهم عاما وإحيائهم عاما هو ضمان عدم إنقطاع خدمة بنى إسرائيل له وللمصريين .
موسى الطفل الرضيع
من عجائب القدر أن موسى عليه السلام قد ولد فى العام الذى يقتل فيه الأبناء الذكور من سلاله بنى إسرائيل ولقد خافت أم موسى على إبنها من المصير المحتوم ولكن أوحى الله لها أن تلقيه فى اليم ولا تخاف عليه وأن تنتظر العاقبة من الله مصداقا لقوله وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولاتخافى ولا تحزنى أنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين , وبالفعل ألتقطه آل فرعون كى يتربى موسى فى كنف هذا الطاغية وأن يربى فرعون بنفسه وفى بيته من سيكون على يديه بإرادة الله زوال ملكه .
وتربى موسى فى كنف فرعون وشغل بعض الوظائف الهامة وترعرع وسط فرعون وحاشيته , وفى عهده ازدادت سطوه بنى إسرائيل اعتمادا على مكانة موسى عند فرعون ولا أدل على ذلك من قصة اليهودى مع المصرى الذى وكزه موسى فقضى عليه ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلأن هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثة الذى من شيعته على الذى من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه .
وبعد تلك الحادثة هرب موسى إلى أرض مدين خوفا من بطش المصريين وبطش فرعون خاصة عندما علم بإجتماع القوم ليقتلوه وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن القوم يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج إنى لك من الناصحين , وقضى موسى فى أرض مدين 10سنوات هى الميثاق الذى بينه وبين كاهن مدين الذى قيل أنه نبى الله شعيب , ولكنه ليس نبى الله شعيب وأسمه هو يثرون أو يثرو أو ياثر وتزوج من إحدى أبنتيه .
وفى عودة موسى إلى مصر جاء إليه فى طريق العودة أمر الله تعالى عن طريق الوحى بإصطفائه للنبوة إذ رأى ناراً فقال لأهله أمكثوا أنى أنست نارًا لعلى ءَاتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى , وقد أمر الله موسى أن يذهب إلى فرعون ويبلغه الرسالة وقد طلب موسى من ربه أن يذهب بأخيه هارون كى يشد من أزره وذهب موسى وهارون إلى فرعون كى يبلغاه بالرسالة ولكن ما كان منه إلا أن تطاول على بنى الله موسى ونعته بالنقصأن وأنه لا يكاد يبين أم أنا خير من هذا الذى هو مهين ولا يكاد يبين أى يكاد لا يفسرما يريد أن يقول ولهذه قصة .
والقصة هى أن موسى عليه السلام عندما كان صغيرا جذب لحيه فرعون ومر الأمر على فرعون مر الكرام ولكن حاشيته نبهته أن هذا الطفل توافرت فيه قوه ليست كالتى فى مثل الذين فى سنه ونبهوه أنه ربما يكون هو الطفل الذى سيذهب بملكه وأراد قتله ولكن المرأة الصالحة آسيه بنت مزاحم زوجة فرعون والتى كان لها الفضل فى البداية فى تبنى موسى وعدم قتله تدخلت وقالت لفرعون أن هذا طفل صغير لا يعيى ما يفعل فأعد له فرعون اختبارا , فقدم له تمره وجمرة وقال إن أخذ التمرة وأكلها فهو يستطيع أن يفسر ويعيى الأمور , وإن أخذ الجمرة وأكلها فبذلك يتبين أنه لا يفسر ويعيى الأمور, فأخذ موسى الجمرة وأكلها فأحترق لسانه فأصابته لثغة فى لسانه وهو ما يفسره دعاء سيدنا موسى عندما قال وأحلل عقدة من لسانى يفقهو قولى.
وسأل فرعون موسى عن الأيام الذى قضاها فى قصره وعن قتله للمصرى ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ۞ وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين . فرد عليه موسى قائلا فعلتها إذا
وأنا من الضالين ۞ ففرت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجلعنى من المرسلين وكل هذا مماطلة من فرعون عدو الله بسبب إصراره وكفره , فهو لم يستمع إلى فهوى ما جاء به موسى وعندما سأل عن ذلك سأل بكبر حين قال وما رب العالمين وكانت الإجابة ربكم ورب أبائكم الأقدمون , فقال فرعون إلى أهل مصر إن رسولكم الذى أرسل إليكم لمجنون وقال فى موضع أخر وقال فرعون يا هامان ابن لى صرحا لعلى ابلغ الأسباب ۞ أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه كاذبا وعنما جاء موسى بالأدلة الدامغة وهى العصا والثعبان وبياض يديه قال فرعون إن هذا لساحر عليم وتم الاتفاق على أن يكون يوم الزينة وهو يوم مباراة السحرة يوم يحق الله الحق ويبطل الباطل وكان هدف موسى من ذلك أن يشهد جميع أهل مصر ويحكموا بصدق ما جاء به , ولما تراءت الفئتان كان هدف السحرة من ذلك التقرب من فرعون فالسحر من أقدم العقائد الموجودة عند المصريين وبدأت المباراة بإلقاء السحرة لما جاءوا به من سحر وألقى موسى ما جاء به من آية فكانت آية موسى هى البيان الحق وآمن فريق من أهل مصر بموسى وهم ليسوا بكثير وبالطبع آمن السحرة فكان عقاب من آمن مع موسى هو التنكيل والتعذيب من قبل عدو الله فرعون وتوالت الآيات على أهل مصر وعلى فرعون حتى يؤمن بآيات الله وقد قال العلماء أنها تسع آيات وكان فى كل مرة يتضرع إلى موسى كى يدعو ربه ليصرف عنه عذاب الله ويؤمن معه ويدعو لهم موسى وما يكون من دعاءه إلا الإدبار عن الله وعن نبيه وقالوا يأيها الساحر ادعُ لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون , ومن هذه الآيات التى ابتلى الله بها فرعون وقومه الضفادع والدم والجراد والطوفان والقمل .
ولم يؤمن وظل على كبره واضطهاده لمن آمن مع موسى , وفى قصة ماشطة إبنه فرعون وأبنائها لصورة بالغة عن ألوان التنكيل والتعذيب التى لاقاها من آمن من قبل هذا العدو, وجاء أمر الله إلى موسى بالخروج من مصر والفئة التى آمنت معه وعندما علم فرعون بنبأ خروج بنى إسرائيل من مصر تبعهم حتى يقتلهم فأتبعوهم مشرقين ۞ فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ۞ قال كلا إن مع ربى سيهدين
والمقصود بمشرقين هم وقت الشروق أو جهة الشرق , ومن هول الموقف أحس الإسرائيليون أنهم لن ينجو لأنهم لا مناص لهم , لأن البحر أمامهم والعدو خلفهم ولكن الله نجا موسى ومن معه وأغرق فرعون وجنده بعد أن ضرب موسى البحر بعصاه فأنفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وبعد أن خرج موسى وفريقه من البحر ضربه بعصاه مرة أخرى فغرق فرعون وجنده وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا ۞ حتى إذا أدركه
الغرق قال آمنت أنه لا اله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ۞ الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون .
نستخلص من قصه فرعون وموسى السابقة:
• أن موسى من نسل يوسف عليه السلام وقد بعثه الله لفرعون كى يدعوه إلى عبادة الله ونبذ الشرك .
• بنو إسرائيل قد جاؤا إلى مصر مع يوسف عليه السلام وكان عددهم عند دخولهم كما تقول التوراة 70 فردا وقيل أنهم 63 , 83 , 93 .
• خرجوا مع موسى وهم حوالى 60 ألفا وقيل 70 ألفا وقيل 90 ألفا , وقالت التوراة أن العبرانيين وقت خروجهم كان 6000000 وفى هذا نظر
• ما بين يوسف عليه السلام وموسى عليه السلام 3 أجيال , سكن العبرانييون خلالها ارض جاشان وهى تقع إلى الشرق من الأراضى المصرية .
• لاقى العبرانيون أشد أنواع التنكيل والتعذيب من فرعون خاصة بعد حادثة الرؤيا التى فسرتها له حاشيته , ومن نتائجها قتل الأبناء الذكور ثم الإبقاء عليهم عاما وقتلهم عاما .
• شد موسى عليه السلام فى ديار فرعون وفى شبابه حدث نزاع بين إسرائيلى ومصرى قتله موسى فهرب إلى أرض مدين ومكث بها 10 سنوات تزوج خلالها ابنه كاهن مدين .
• فى عودته إلى مصر أوحى الله إليه بالرسالة وأمره بالذهاب لفرعون وتبليغه الرسالة , وكانت العصا والثعبان واليد البيضاء هما آيات موسى .
• ظل فرعون على كفره وأشتد تعذيبة للفئة التى آمنت مع موسى بعد مباراة السحرة فأمرة الله بالخروج هو والفئة المومنة من ارض مصر .
والأن سوف نناقش سويا فى إيجاز بعض الآراء التى ناقشت كونية فرعون موسى وزمانه :
1. فرعون فى عهد الأسر
أولا :- رمسيس الثانى :
لقد ربط كثير من الباحثين بين فرعون موسى ورمسيس الثانى وذلك لأن رمسيس الثانى قد بنى مدينة رعمسيس والتى كانت عاصمة دولته وقيل أنه استخدم الاسرائليين فى بناء تلك المدينة , وقد ربط الباحثون قديما بين تلك المدينة وبين بنى إسرائيل لأنه كما سبق أن وضحنا مدينة رعمسيس هى إحدى المدن التى سكنها الاسرائيليون فى مصروبذلك فقد ربط هؤلاء الباحثون بين بناء االمدينة فى عهد رمسيس وبين قضية فرعون التسخير .
( ورمسيس الثانى مكث فى الحكم من 1290( ق.م / 1224 ق.م) , وكان مغرما بتخليد ذكراه , وطوال مدة حكمه بنى العديد من القصور والتماثيل , وأتهمه البعض بأنه أكبر لص أثار فى العالم لأنه كان يخلد أسمه وينقشه على أثار وعمائر من سبقوه فى حكم مصر, إلا أن البعض يلتمس له عذرا فى ذلك , ومرد الأمر فى ذلك أن حكم الأسرة الثامنة عشر قد شابهها حكم الهكسوس , والهكسوس شعب بربرى لا يدينون بقيمة الحضارة وهم حقاً اللصوص لأنهم كانوا يحفرون أسمائهم على أهم أعمال وآثار من سبقهم من الحكام المصريين وعندما تولى رمسيس الحكم سجل أسمه على تلك الآثار بعد أن مسح الأسماء الهكسوسية , وسجل أسمه هو لأنه لم يكن يعلم أسماء الحكام المصريين أصحاب تلك العمائر والآثار) .
وعلاوة على طول مده حكم رمسيس والتى بلغت 67 عاما فقد كانت هنالك عوامل أخرى أدت إلى بزوغ نجم رمسيس الثانى وجعله من أعظم حكام التاريخ , ومن هذه العوامل أنه تحدى قوه الحيثيين أكبر قوة عسكرية فى عصره ودخل معها فى حروب إلى أن أنتهى الأمر يتوقيعة لمعاهدة مع خاتو سيلى ملك الحيثيين أدت إلى إقرار السلام بين الدولتين , كما أنه تزوج من ابنه خاتو سيلى مما أدى إلى تعميق العلاقات بين الدولتين .
إذا ربط بعض المؤرخين بين كونية فرعون موسي ورمسيس الثانى والسبب الذى جعل هؤلاء الباحثين يعتقدون أن رمسيس الثانى هو فرعون موسى هو مدينة رمسيس , رعمسيس , برعمسيس التى تم بناؤها فى عهده والتى كانت إحدى المدن التى سكنها العبرانيون فى مصر .
ولكن إذا علمنا أن مدينة رعمسيس والتى تنقسم إلى قسمين رع – رمسيس اى أنها تنتسب إلى رع ورمسيس , قد تم بناؤها فى عهد سابق لعهد رمسيس الثانى , إذا يضعف رأى هذا الفريق بأن فرعون موسى هو رمسيس الثانى .
ثانيا :- مرنـبـتــاح :
لقد ظل اليهود يعتقدون حتى عام 1896 م أن مرنبتاح هو فرعون موسى , ولكن تعددت الأقاويل بعد ذلك التاريخ بسبب الأدلة التى ظهرت على ساحة البحث التاريخى .
( مرنبتاح هو ابن رمسيس الثانى وتولى الحكم مدة عشر سنوات وهو فى الستين من عمره وكان شغوفا مثل أبيه بتخليد ذكراه ) , وورد عن كثير من الباحثين كثرة ذكر لفظ بنى إسرائيل فى عهده حتى قيل أن كلمة الاسرائيلين
لم تذكر فى التاريخ المصرى قبل عهد مرنبتاح .
قيل أن مرنبتاح فى العام الرابع من حكمه حقق إنتصارات على الإسرائيلين , وأطلق عليه لقب مخرب جازر ووجد ذلك على نقش فى عمدا .
زاد نفوذ قوة الحيثيين بعد وفاة رمسيس الثانى , والحيثيين هم جنس من الشعوب الهندوأوروبية قدموا من أواسط آسيا فى الشرق من البحر الأسود إلى هضبة الأناضول فى بداية الألف الثأنى ق . م , ومن ضمن المقتطفات التى وجدت ضمن النقش نص يقول " لقد أنتهينا من أمر السماح للشاسو من قبائل آدوم بالمرور لقلعة رمنبتاح التى فى جكو حتى بحيرات بيتوم التى فى جكو حتى نحتفظ بهم أحياء ونستحى قطعانهم بفضل طيبة فرعون الشمس الرائعة لكل ارض , العام الثامن . . . ثالثا أيام النسئ , . . . يوم مولد ست "
بيتوم : فيثوم , وادى الطميلات فى الصحراء بين الدلتا والإسماعيلية .
جكو: سكوت آدوم : ادم عليه السلام الشاسو : الرعية أو الرعاة
ولعل هذا النص بالإضافة لغيره من النصوص الأخرى التى وجد فيها كلمة إسرائيل والتى ترجع لعهد مرنبتاح هو ما يفسر الربط بين مرنبتاح وفرعون موسى .
ولو تأملنا شخصية مرنبتاح الحاكم نجد أنه فى عهده حدث الاتى :
1. فى العام الثالث من حكمه قامت ثورة فى الاراضى الشرقية التى كانت خاضعة لحكم المصريين , ولكن مرنبتاح خرج من مصر وأدب الثائريين على حكمه وتوالى بعد ذلك التاريخ إرسال الرسائل إلى حكام تلك الأراضى حتى ومن بينهم حاكم صور الذى ورد ذكره فى كتابات أحد الموظفين من عهد مرنبتاح وكان هدف مرنبتاح من ذلك ضمان تبعيتهم له
2. فى العام الخامس من حكمه كانت هناك ثورة الليبيين الذين سكنوا إلى الغرب من الاراضى المصرية وطمعوا فى الإستيلاء على الاراضى المصرية حتى أنهم وصلوا إلى الدلتا بفضل مساعدة شعوب البحر لهم ولكن تغلب عليهم مرنبتاح .
وفى وجهه نظر الباحث أمر الليبيين يقلل من فرضيه أن مرنبتاح هو فرعون موسى , والسبب فى ذلك هو أن :
1. مرنبتاح تولى الحكم وهو فى الستين من عمره ولم يمكث سوى عشر سنوات وهذه المدة لا تتفق مع فرعون موسى الذى مكث فى الحكم مدة طويلة تفوق تلك المدة بكثير
2. قيل أن مرنبتاح فى العام الرابع من حكمه قضى على ثورة الإسرائيلين وفى العام الخامس قضى على ثورة الليبيين وهذا لا يتفق مع فرعون موسى الذى مات بعد محاربه الإسرائيلين علاوة على أنه لم ينتصر عليهم أصلاً
3. القرآن الكريم لم يعط أى إشارة إلى أمر الليبيين أو أى عدو واجهه فرعون موسى والقرآن الكريم هو المصدر الوحيد الذى تعتبر نصوصه حقائق لا تقبل التأويل
ثالثا :- تحوتمس الثالث :
هناك نص فى التوراة جاء فى سفر ملوك الأول ( 6 : 1 ) يقول " وكان فى سنه الأربعمائة وثمانين لخروج بنى إسرائيل من أرض مصر فى السنة الربعة لملك سليمان فى شهر زيو وهو الشهر الثانى أن بنى بيتاً للرب "
سليمان عليه السلام حكم ما بين 972 ق.م إلى 936 ق.م وعاصر الحاكم المصرى شنشق , والعام الرابع من حكمه كان 967 ق.م والذى يعاصر العام 480 من خروج العبرانيين من مصر.
إذاً خروجهم بطرح التاريخيين من بعضهم يكون فى عام 1449 ق.م أى أواخر فترة حكم تحوتمس الثالث .
لقد جاء هؤلاء الباحثون بوجهه نظر مختلفة فحواها أن تحوتمس الثالث هو فرعون موسى وبنوا معتقدهم هذا على نص وجد فى التوراة يحدد تاريخ بناء سليمان عليه السلام لبيتا للرب وهذا التاريخ كما تقول التوراة هو الموافق لعام 480 منذ خروج العبرانيين من مصر وبحساب الفترة التى أستغرقها ذلك التاريخ من تولى سليمان عليه السلام للحكم وجد أن تاريخ الخروج يوافق حكم احد فراعنة الأسرة الثامنة عشر وهو تحوتمس الثالث .
كما أيد هذا الفريق صحة فكرته من خلال دليل أخر وهو :
أن تدمير أريحا كان فى عام 1407 ق.م وقيل أن تدمير أريحا كان بعد خروج العبرانيين من التيه بمدة قصيرة والمعروف أن العبرانيين لم يدخلوا بيت المقدس إلا بعد حوالى أربعين سنه بعد خروجهم من مصر مصداقا لقول الله تعالى فى سورة المائدة قال فإنها محرمه عليهم أربعين سنه يتيهون فى الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين
وبما أن العبرانيين دخلوا ارض كنعان مباشرة بعد خروجهم من التيه , وأن مدة إقامتهم بالتية أربعين سنه بعد خروجهم من مصر إذا فخروجهم كان فى عام 1447 ق.م تقريبا ( عهد تحوتمس الثالث ) .
قائمة الكرنك والتى ترجع إلى عام 1479 ق.م تشير إلى أسماء يعقوب آل , يوسف آل , وإلى تحريض من قبل الخابيرو لأهالى مصر حتى يثوروا على الحكم أواخر عهد إخناتون .
وقد حكم إخناتون من عام 1370 : 1753 ق.م , وكلمة الخابيرو أو العابيرو تعنى " الجماعات المتقاربة " وربما يكونوا هم العبرانيين الذين قضى عليهم مرنبتاح بقرنين على أساس أن العبرانيين خرجوا من مصر منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد وبذلك يكون الوقت قد سمح لهم بالاستقرار فى أرض كنعان طوال هذين القرنين حتى عهد مرنبتاح واضطهاده لهم .
إذا بنى الباحثون القائلون بأن فرعون موسى هو تحوتمس الثالث على الاتى :
• النص الذى جاء فى التوراة وحدد وقت بناء سليمان لبيتا للرب فى العام 480 من وقت خروج العبرانيين
من مصر ويوافق هذا التاريخ عام 1449 ق.م .
• تدمير أريحا والذى كان قريبا لخروج بنى إسرائيل من التيه
• قائمة الكرنك والتى ترجع لعام 1479 ق.م وحوت أسماء يعقوب – يوسف – الخابيروتعنى الجماعات
المتقاربة مثلها مثل العابيرو .
من هذه الدراسة القصيرة نستخلص أنه :
كان هناك رأيان , رأى يقول أن فرعون موسى ينقسم إلى قسمين أو إلى شخصين أحدهما هو فرعون التسخير
والأخر هو فرعون الخروج , ورأى أخر يقول أن فرعون التسخير وفرعون الخروج هما شخصاً واحدا
الرأى الأول : أختار رمسيس الثانى ومرنبتاح ,
الرأى الثانى : أختار تحوتمس الثالث ليصبح فرعون التسخير والخروج فى نفس الوقت .
مدة إقامة اليهود فى مصر كانت 430 عاما كما هو فى التوراة فى سفر الخروج , لكن السيتاجونى يقول أن تلك المدة كانت فى مصر وكنعان وليست مصر فقط .
بين يعقوب وموسى 4 أجيال , بين موسى ويوسف 3 أجيال . لآوى شقيق يوسف كان جدا لموسى عن طريق أمه
يو كابد وكان جدا مباشرا , ومن جهه أخرى فإنه كان جدا لموسى عن طريق ابنه لأن ابن لآوى كان جدا مباشراً لموسى اذا فيوسف عليه السلام كان خالا لموسى عليه السلام عن طريق أمه يوكابد ابنه لآوى .
أما عن دخول اليهود مصر فكان كالأتى :
أولا : هم ينقسمون حول أنفسهم فمنهم من يرى أن مكوثهم فى مصر كان 430 عاما ومنهم من يرى أنهم 215 عاما فقط , وتحليل هذا أنه " بين هجره إبراهيم عليه السلام الى مصر مولد إسحاق 25 عاما , وبين مولد إسحاق ومولد يعقوب 60 عاما , ومولد يعقوب ومولد يوسف ودخولهم مصر 130 عاما .
مكث يعقوب فى مصر 17 عاما , وعند دخول العبرانيين إلى مصر كان يوسف يبلغ من العمر 38 عاما 1, لأن إخوته آتوا لطلب الميره فى سنى الجدب بعد سنى الخصب السبع , وكان يوسف قد ارتقى الوزارة بعدها " أمين خزائن الأرض" وهو نفس منصب عزيز مصر الذى أشترى يوسف , وعاش يوسف بعدها 110 عاما .
يرى هؤلاء أن دخول إبراهيم عليه السلام إلى مصر يرجع إلى عام 1865 ق.م أى حوالى منتصف عهد الأسرة الثانية عشرة ولكنهم ينتقضون أن عددهم كان وقت الخروج 6 ملايين ويقبلون على الأرجح 6 ألاف للأسباب الآتية:
1. من المعلوم أن الإسرائيليين قد أستعارو من المصريين بعض حليهم ومن المحال أن يحصل هؤلاء الستة
ملايين على زينه من المصريين
2. لم يكن هناك فى تاريخ الشرق الأدنى القديم مدينة مليونية .
3. لم يتم العثور على أى آثر فى مدينة رعمسيس وبيسوم يدل على ذلك .
4. المصدر الوحيد لذلك هى التوراة وبالطبع هى محرفة .
5. كان موسى يحكم فى آى نزاع بين قبائل بنى إسرائيل ولو كان العدد مليونى لاستحال عليه ذلك , يضييف
كانت مدينة رعمسيس قائمة قبل عهد الرعامسه خاصة وقد وجدوا بها آثار تعود لعهد الدولة الوسطى ,
اذا فقد تم بنائها فى عهد سابق لعهد رمسيس الثانى وأن رمسيس الثانى قام بنسب هذه المدينة إليه لأنه
كما سبق أن وضحنا كان مغرماً بتخليد ذكراه .
2. فرعون فى عهد ما قبل الأسر
رأينا من خلال وجهة النظر السابقة أن فرعون موسى كان فى عهد ما بعد الأسر , والمعروف أن بداية التاريخ المصرى القديم كان فى عام 3200 ق.م وذلك بسببين :
• أن إختراع الكتابة كان فى هذا التاريخ تقريبا
• نجاح محاولة توحيد القطرين على يد الملك مينا
ومعظم الآراء التى ناقشت كونية فرعون موسى شبه أجمعت على أنه كان موجودا فى عهد الدولة الحديثة , ولكن ظهرت على ساحة البحث وجهة نظر مختلفة تماما عن الآراء السابقة وكان منطلق دراسة هذه النظرية أن زمان فرعون موسى كان فيما قبل عهد الأسر.
وسنعرض الآن لهذه النظرية مع ما جاءت به من أدلة تثبت بها صحة آرائها :
أوزير(أوزوريس):
تبنى الدكتور سعيد ثابت أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة فى كتابه عن فرعون موسى الفكرة القائلة بأن فرعون موسى هو أوزير أو أوزوريس , وبالطبع كانت هذه النظرية غير مألوفة على ساحة البحث ولكن سنناقش سويا الآن الأدلة التى بنى عليها الدكتور سعيد نظريته .
ملخص هذه النظرية أنه كان هناك عالم أخر وجد قبل عصر التدوين التاريخى فى مصر وظهر فيه الطاغية فرعون الذى ارتبطت قصته بمجئ بنى إسرائيل إلى مصر ويستطرد قائلا أن هذا الزمان كانت له مميزاته الخاصة به ولكننا لم نعثر على ما يدلنا على وجود هذا الزمان من آثار بسبب أن هذا الزمان قد شهد قوة غير طبيعية قد غيرت معالم الأرض ومحت كل أثارها مثلما حدث فى طوفان نوح عليه السلام , أو حدوث عملية طى عنيفة أدت إلى تغيير معالم الأرض وبذلك تعثر علينا العثور على آثار ومعالم هذا الزمان .
وفى الواقع لا نستطيع أن نحكم على صحة هذه النظرية من عدمها إلا بعد أن نسرد الدلائل التى ساقها صاحب هذه النظرية , وتتمثل هذه الأدلة فيما يلى .................
أولا : الأماكن التى دارت فيها أحداث بنى إسرائيل فى مصر
• (يرى صاحب هذه النظرية على علم تام بكونية وزمان ومكان فرعون موسى وأنهم قد حولوا التوراة وطمسوا أى معالم متعلقة بهذا الملك وأخفوا المعلومات عن الجميع حتى لا يعرفها أحد غيرهم كنوع من الخصوصية التاريخية , ولو تأملنا النظر فى الديانة اليهودية سنجد أن اليهود قد أحاطوها بهالة من الخصوصية ومرد الأمر فى ذلك أنهم قد تعرضوا لأحداث شديدة كاضطهاد فرعون لهم والأسر البابلى الأول والثانى وتدمير هيكلهم على يد تيتوس الرومانى عام 70 م ) , وتشردهم فى العالم أكثر من مرة بسبب تلك الحوادث بالإضافة لتعرضهم للاضطهاد على يد هتلر النازى , كل هذه الأمور جعلت اليهود يرون أنهم فئة مستقلة وأنهم أصحاب خصوصية مستقلة تميزهم عن غيرهم حتى أنهم فى عقيدتهم لا يقبلون إليها وافد ولا يخرج من ديانتهم احد
• كما يرى أصحاب تلك النظرية أن أماكن الأحداث التى دارت فيها قصة بنى إسرائيل مع فرعون ليست معلومة تماما ورفضوا الرأى القائل بأن رعمسيس وفيثوم هما تلك المدينتين اللتين مرت بهما أحداث بنى إسرائيل فى مصر, والمعروف أن مدينة رعمسيس التى كانت عاصمة لدولة رمسيس الثانى وجد لها جذور فى عهد الدولة الوسطى , كما أن أرض جاشان التى قيل أن العبرانيين سكنوها فى مصر ليست لها آثار موجودة الأن وأن كل ما وجد فى نقوش القدماء المصريين بخصوص هذا الموضوع هو إسم أرض جحستى وهو أقرب ما يكون إلى ارض جاسان أو جاشان , وارض جحستى توجد فى صعيد مصر وارتبطت بها قصة أوزوريس
كما يضيف الدكتور سعيد أن الآثار التى وجدت بمدينتى فيثوم ورعمسيس ليست مرتبطة بفرعون الخروج وأنها أثار احد الفراعنة المصريين .
• مانيتون الذى وجد فى القرن الثالث ق.م وكان معاصرا لبعض فراعنة مصر ورغم ذلك لم يستطع الوصول الى أية معلومات تدل على زمان ومكان الأحداث فنسب الأمر إلى أن فرعون هو أحمس , وفى ذلك لخير دليل على أن معالم الأماكن التى وجد بها العبرانييون فى مصر قد أندثرت .
• إذا فلو حدث ودمرت مصر بفعل قوة غير طبيعية أدت إلى اندثار معالم مصر فى ذلك الزمان فماذا عن الفراعنة الذين أتوا بعد ذلك ؟؟ وكيف أتوا ؟؟
يجيب الدكتور سعيد على ذلك بأنه وقت حدوث هذا الدمار كان هناك شرذمة قليلون مشتتون من عهد فرعون جمعوا شملهم تحت رآيه زعيم لهم فى زمن لاحق وكونوا دولة جديدة , كما أن هؤلاء الأفراد قد شهدوا أحداث فرعون وبنى إسرائيل وارتبطت بمخيلتهم ووصلت الأحداث للعصور التالية وللأجيال اللاحقة بهم بواسطتهم .
• لا ننسى أن عصر فرعون قد شهد بعض الآيات الخارقة نتيجة لطغيانه ومنها الجراد , القمّل , الضفادع , الدم وليس معنى هذا أن أحد تلك الآيات هو المسئول عن هلاك وأندثار ولكن الشاهد هنا أن عصر فرعون قد شهد بعض الآيات الخارقة التى لم يكن المصريون يألفونها قبل ذلك .
ثانيا : الإثبات الزمنى للأحداث
كما سبق أن وضحنا أن صاحب تلك النظرية قد بنا فلسفته حول كونية فرعون وموسى على أن اليهود يعلمون علم اليقين من هو هذا الفرعون الذى ارتبطت قصته بهم ولكنهم يزيفون الحقائق المتعلقة به حتى يستأثرون وحدهم بمعرفة الحقيقة كنوع من الخصوصية التاريخية , ومن أجل ذلك قاموا بتحوير التوراة , فيدعى اليهود أن بداية التقويم عندهم يعود إلى بداية الخليقة وأن أول شهورهم هو شهر آب , وبما أن كل طائفة تؤرخ بالأحداث الهامة فى تاريخها فإن بداية تاريخ العبرانيين هو وقت خروجه من مصر .
كما سبق أن وضحنا أن مدة إقامة العبرانيين فى ارض مصر وكنعان كانت 430 عاما والأن نحن فى العام اليهودى 5765 حسب التقويم العبرى , 2006 حسب التقويم الميلادى , ولو أضفنا التاريخ الميلادى وهو 2006 إلى تاريخ مصر القديم المعلوم وهو 3200 ( أقدم تاريخ قديم عرفه المصريون لأنه تاريخ إختراع الكتابة )
تكون المعادلة كالاتى : ( 2006 + 3200 = 5206 ) , ( 5206 – 5721 = 515 )
هى الفرق بين التاريخ العبرى والتاريخ المصرى وبما أن بداية التاريخ العبرى يبدأ من وقت الخروج من مصر والمسافة بين وقت الخروج وحكم الملك مينا أول موحد للقطرين 515 عاما , إذا فخروج بنى إسرائيل من مصر كان فى عهد ما قبل الأسر, وأن الفرعون الذى إرتبطت به أحداث الخروج وذكره القرآن كان موجودا فى عهد ما قبل الأسر.
ثالثا : المعتقدات المصرية القديمة
يرى الدكتور سعيد ثابت أن المصريين كانت لهم معتقدات قديمة وهذا أمر طبيعى لأن أى جماعة لهما عاداتها وتقاليدها التى تتوارثها عن أجيالها السابقة , ولكن معتقدات المصريين كان بها شئ من الغموض , ويرجح الدكتور سعيد ثابت أن المعتقدات المصرية القديمة مرتبطة بما رآه المصريون من أحداث دارت بين فرعون موسى وموسى عليه السلام خاصة ما كان منها فى يوم الزينة فمثلا :
الثعبان الذى أشتهر به المصريون قديماً يروى لنا القصص المصرى القديم قصة الثعبان أبوفيس( عابب )
حيث أن هذا الثعبان والمسمى بعابب كان يطارد يوميا موكب إله الشمس رع من أول النهار حتي يتمكن رع من قتله آخر النهار بصعوبة، وكيف تخوف المصريون قديما من الثعابين بوجه عام حتى أنهم خافوا على آلهتهم منها , وكذلك كان هناك مجموعة من الثعابين الشريرة من أمثلتها " الررك - نحب كاو – عم أخو قابى " ومنها الثعابين الخبرة " كواجيت – مرت سجر – القدر – رننونت " ,
ويروى لنا كتاب الموتى قصة هذه الثعابين جيداً لدرجة أن المصريين قاموا بعمل تعاويذ خاصة لهذه الثعابين كى تصرف عنهم آذاها .
ويستخلص الدكتور أن المصريين لم يصلوا إلى هذا التقديس للثعبان بفطرتهم ولكنهم ركّبوا فى مخيلتهم قصة هذا الثعبان من خلال ما رآوه أو ما سمعوه بما حدث يوم الزينة .
كذلك عصا الراعى التى أشتهر بها المصريون، يؤكد أن هذا النوع من العصى قد عرف بها المصريون منذ عصر الدولة القديمة , ويربط الدكتور سعيد بين هذا النوع من العصى وتلك التى أستخدهما موسى عليه السلام يوم الزينة من شق البحر , لدرجة أن المصريين قسموا تلك العصا إلى 3 أنواع هى :
المحجن : يحملها الملوك , وهى عصا قصيرة طولها 50 سم احد أطرافها على شكل دائرة مفتوحة .
عصا الكهنة : عصا فى أحد أطرافها شكل مستطيل تحمل بعض التعاويذ قيل أنها للسحر .
عصا الراعى : وهو رمز كل الآلهة واستعملت على نطاق واسع بين طوائف الشعب والكهنة .
وقيل أن هذا النوع من العصى قد حمل قوة غير عادية فى التحكم والسيطرة على الثعابين , ويربط الباحث بين عصا موسى التى حققت الكثير من المعجزات , وبين العصا التى أشتهر بها المصريون .
الـكـف أو الصـفـاقـات
قيل أنها استعملت بهدف إجراء بعض التعاويذ أو جلب الحظ أو رد السحر وسمى بعضها بالشخاشيخ والتى أستعملها الكهنة لجلب السحر واستعملها الراقصات , ويرجع تاريخها الى عصر الدولة القديمة , ويربط الباحث بينها وبين معجزات الكف التى جاء بها موسى عليه السلام كما ورد فى القرآن الكريم ونزع يده فإذا هى بيضاء للناظرين واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى
العـجــل الـمـقــدس
أشتهر المصريون القدماء بعبادة العجل المقدس منذ أقدم العصور وحتى فى عصر ما قبل الأسر لدرجة أنه كانت هناك مراسيم ملكية تدعوا إلى ضرورة عبادة العجل المقدس , ونسبت هذه المراسيم الملكية إلى الملك مينا .
وكان لهذا العجل علامات مميزة منها " مثلث على الجبين - هلال على الجبين - شعر مضاعف على الذيل "
ويذكر هيريدوت أنه وجد فى وقت من الأوقات مع أوزوريس إله الموتى وكان مقره منف , ووجد أيضا عجلاً مقدساً فى هليوبلس وآخر فى طيبة , وكانت لهذه العجول علامات مميزة وكانت تعامل معاملة مميزة أو شبيهه بالمعاملة المقدسة وذلك لإعتقادهم بتجسد روح الإله فى بعضها مثل تجسد روح أوزوريس مثلا .
ويربط الباحث بين قصة العجل المقدس وقصة السامرى , ويروى أن أوزوريس قد تجسد فى روح عجل اسمه أون- نفر وكان يمكن أن يُقرآ فر- عون – أو فراون لأن الهيروغليفية وطريق تسجيلها وكتابتها تسمح بقراءة الكلمات معكوسة
الـبــقــرة حـتـحــور
قدسها المصريون منذ عهد الملك مينا موحد القطرين , وارتبطت بصلة وثيقة بعالم الموتى وأُعتبرت حامية لجبانة طيبة , وفى كتاب الموتى يوضح أن هناك بقرة طيبة تستقبل الموتى لترحب بهم فى العالم الأخر ويعتقد أنها الإله الذى يسند السلم الذى يصعد عليه الأبرار إلى السماء , وخصصت بعد ذلك عربة للموتى .
إتصلت بعالم الأحياء حيث وجدت فى كثير من الآثار تمد الملك بلبنها باعث الحياة وهى فى صورة إمرأة أو كبقرة ترضع الملك والملكة مباشرة , كما قدس المصريون كارعها حيث وجدت كتمائم .
ويربط الباحث بينها وبين قصة البقرة فى سورة البقرة التى استخدم كارعها كى يدل على القاتل , ووجدت فى الصومال , وفى سيناء حيث عرفت بربه بلاد الفيروز .
رابعا : سـنـوهـى ومـوســى
ويربط الباحث بين قصة هروب موسى عليه السلام من مصر وعودته إليها مرة أخرى وبين قصة أخرى وجدت فىالقصص المصرى القديم , وهى قصة سنوهى الذى هرب من مصر إلى المشرق بعدما علم بوفاة أمنمحات احد ملوك الأسرة 12 وتولى ابنه سنوسرت , وكان هروبه بسبب خوفه من بطش سنوسرت , وبعد ما مكث بضع سنين خارج مصر واشتد حنينه إلى وطنه استأذن الملك سنوسرت فى العودة إلى مصر التى يشتاق إليها وبسبب رغبته فى أن يدفن فى تراب وطنه الغالى .
ففى قصة هروب سنوهى ما يتفق فى كثير من الأمور مع قصة هروب موسى , فقد جمعت القصتان بين عناصر متشابهة ومنها :
أن هروب موسى عليه السلام وسنوهى كان إلى أرض المشرق , بالإضافة إلى أن كل منهم قد مكث سنوات بعيداً عن وطنه كما أن القصتين قد جمعت فى طياتها عنصر أخر متشابه وهو بزوغ نجم كل من موسى وسنوهى فى الأرض التى هاجر إليها .
ويستشهد الباحث بالصفات المشتركة فى قصتى الهروب بأن سنوسرت وسنوهى كانا فى عهد الأسرة 12 وأن المصريين قد أقتبسوا معالم هذه القصة من قصة هروب موسى من مصر وحوروها حتى توافق النزعة القومية لديهم وكان ذلك فى عهد الدولة الوسطى , فلا يمكن أن يقتبسوا معالم تلك القصة إذا كان موسى وفرعون قد وجدا فى عهد الدولة الحديثة , ويرى صاحب الفكرة أن هذا يدعم صحة نظريته بأن فرعون كان موجود فى عهد ما قبل الأسر.
أما عن سبب اختيار أوزير كى يكون هو فرعون موسى فهو الأتـــى :
أن أوزير هو الفرعون المصرى الذى ارتبطت به صفة الأوتاد والتى ذكرها القرآن الكريم فى مواقع عدة منها
وفرعون ذى الأوتاد ۞ الذين طغوا فى البلاد
أن أوزير كان يطلق عليه أحيانا أون- نفر , خانتى أمنيتو , كثير الأعين , وكما سبق أن وضحنا فأنه حسب خصائص الهيروغليفية كان يمكن أن يطلق عليه أون- نفر أو فراون أو فرعون إذا عكسناها .
زوجتة هى إيزيس باليونانية وبالمصرية إسمها إست وهو أسم قريب الشبه من الزوجة الصالحة آسيه بنت مزاحم زوجة فرعون والتى تبنت موسى فى البداية , ويوجد شبه آخر بينها وبين إيزيس وهو أن إيزيس الملكة المصرية لم تكن تنجب كما قيل فى القصص الفرعونى فتبنت طفلا واستعادته أمه منها بعد ذلك وهو نفسه ما حدث مع يوكابد أم موسى .
يرى الباحث أن أوزوريس هو حقيقة لا أسطورة متأثرا بآراء بلوتاخ وأنه كان موجودا فى زمان ما قبل عهد الأسر .
قيل أن أوزوريس الملك المصرى كان له أخاً شريراً حسده على ملكه وهو ست , وكلمة ست ترجع إلى سميت بمعنى بله صحراوية ويرى أنها تقرا ميسى أو موسى وتعنى طريد الصحراء وبذلك قد ربط
المصريون بين ست وموسى عليه السلام وجعلوه هو الأخ الشرير الذى حسد أخاه على ملكه .
قيل أن أوزوريس كان حاكما على عنجتى وهى بلده أبو صير الحالية التى تقع فى منطقة الدلتا إلى الجنوب من سمنود على الضفة الغربية لفرع دمياط وكانت وقتها تسمى جدو
وأنتشر السحر والمعجزات فى زمانه كما أنه كان عالى المقام وحدثت نبوءة أرتبطت بمولده وهى إنتشار صيحات السرور التى تلتها دموع وأنواح عندما تبين أن أحداثاً عظيمة سوف تعصف بملكه ومستقبله
يفترض صاحب النظرية أن حورس امتداد لصورة أوزوريس بعد موته وبذلك تكتمل الصورة التى رسمت عن إضطهاد فرعون لبنى إسرائيل خاصة إذا علمنا أن حورس قد عكف على الإنتقام من إتباع ست , مصداقا لقوله على لسان بنى إسرائيل حينما قالت لموسى أُوذينا فى الله من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا .
التطابق بين قصة غرق أوزوريس مع غرق فرعون موسى وذلك لأن القصص المصرى القديم يروى لنا قصة غرق أوزير فى احد الأنهار ووجدها ست ومزقها إلى أربع أجزاء .
ظهر أوزير فى معظم صوره شابا يافعا , وكان من المنطق أن يظهر فرعون موسى فى صوره على أنه شيخ كبير , ولكن نجد هنا تفسيرا فى ذلك لما وجد فى كتاب سيرة الأنبياء لإبن إسحاق نصاً يقول "أن موسى وهارون لما آتيا فرعون وعرضا أمر النبوة طلب فرعون أن يمهلاه يومين , فأوحى الله تعالى لفرعون أنك إن آمنت بالله وحده عمرتّك فى ملكك ورددّتك شاباً طريا فاستنظرهما فرعون فلمّا كان من الغد دخل عليه هامان وقال لاتؤمن لهما وأنا أرّدك شابا فوافق فرعون فأتى هامان وخضّر وجهه بالسواد فصارت تلك صورته حتى اليوم .
عزيز ابن الله قالتها اليهود , وأقرب الأسماء إلى عزير هذا هو الفرعون المصرى أوزير خاصة وأنه من نسل الإله كما أعتقد المصريون قديما ( تعالى الله أن يكون له ولد )
إذا وجدنا من خلال البحث السابق بعض الآراء والنظريات التى ناقشت كونية فرعون موسى وزمانه , وأنقسمت تلك النظريات ما بين مؤيد أن زمان فرعون موسى كان فى عهد ما بعد الأسر وخاصة فى عهد الدولة الحديثة وأنقسم أصحاب تلك النظرية على أنفسهم فمنهم من قال أن فرعون موسى هو رمسيس الثانى , ومنهم من قال أنه مرنبتاح إبن رمسيس الثانى ومنهم من قال بأنه تحوتمس الثالث ولكن هذه الآراء جميعها قد اتفقت على أن زمان فرعون موسى كان فى عهد الدولة الحديثة , ووجدت وجهة نظر أخرى معارضة للفكرة السابقة وأيدت أن فرعون موسى وزمانه كان قبل ذلك بكثير فهو قبل عصر التدوين التاريخى فى مصر القديمة وألقت بظلالها على شخص واحد فقط تمركزت حوله الدراسة وهو أوزير أو أوزوريس , وقد ساقت كل منهم أدلة وبراهين تثبت بها صحة فكرتها .
وفى النهاية هذه هى بعض النظريات التى دارت حول فرعون موسى , أرجو أن أكون قد وفقت فى عرض هذه النظريات بشكل يتفق مع متطلبات البحث التاريخى , ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا العمل فى ميزان حسناتنا يوم أن نلقاه , إنه هو ولى ذلك والقادر عليه ,
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .......................
القرآن الكريم .
النسفى : تفسير القران العظيم .
سعيد ثابت : فرعون موسى من يكون وأين ومتى؟؟؟ , دار الشروق , القاهرة , 1987 .
إبن كثير : قصص الأنبياء , نقحه أبو عبد الله سيد توفيق , دار العلوم العربية, القاهرة , 1997 .
محمد على سعد الله : تاريخ مصر القديمة , مركز الإسكندرية للكتاب , الإسكندرية , 2002 .
محمد خليفة حسن : تاريخ الأديان , دار الثقافة العربية , القاهرة, 2002 .
عبد العزيز صالح : الشرق الأدنى القديم , بدون تاريخ .
عودة عبد الواحد : تاريخ الشرق الأدنى القديم , دار الثقافة العربية , القاهرة , 2003 .
محمد فهمى عبد الباقى : تاريخ الشرق الأدنى القديم , 2004 .
نجيب ميخائيل إبراهيم : مصر والشرق الأدنى , ج 3 , القاهرة , 1966 .
محمد أبو رحمه :
عندما طلب منى عمل بحثا فى موضوع من موضوعات التاريخ , حقيقة كنت فى حيرة من أمرى وذلك لأن التاريخ متشعب جدا وواسع لدرجة يتحير معها أى باحث فى اختيار موضوع ما .
فبسهولة يمكن للمرء أن يكتب بحوثاً متعددة إذا أراد وذلك لأن التاريخ ينقسم إلى قديم ووسيط وحديث , يمكن للفرد أن يضع نصب عينيه موضوعات متنوعة يختار منها ما يشاء .
ولكن حيرتى كانت من نوع أخر وذلك لأننى لم أشا أن أكتب فى موضوعا تقليديا ولكن أردت أن أكتب فى موضوع أرى كباحث أن له قيمة كبرى .
وبعد فترة طويلة عزمت على الكتابة فى موضوع من موضوعات التاريخ القديم وذلك لأن له هوى فى نفسى , وأثرت أن يكون لهذا الموضوع علاقة بوطني مصر كنوع من الضرب على الوتر القومى الحساس مع مراعاة نقطة هامة جدا يجب أن يتصف بها كل باحث ألا وهى الموضوعية التاريخية .
وفى فترة من فترات تاريخ مصر القديم الذى هو عهد الفراعنة العظام الذين شيدوا تاريخ مصر القديم الذى نفتخر بأنه كان له الفضل على البشرية والأنسانية بما قدمه من حضارة خدمت البشرية فى شتى المجالات ظهر أحد الفراعنة الطغاة والذى أرتبط طغيانه بإحدى الديانات السماوية ألا وهى الديانة اليهودية وبقوم من سلاله إسحاق ابن إبراهيم عليهما السلام ألا وهم قوم بنى إسرائيل.
لقد ذكر القرآن الكريم فى مواضع متعددة جدا قصة هذا الطاغية مع نبى الله موسى عليه السلام ووضح القرآن مدى فساد هذا الطاغية لدرجة إدعائه الألوهية من دون الله جل وعلا وغره ملكوته بأن سخر المصريين لعبادته وسخر بنى إسرائيل لخدمته .
وهنا سأناقش كباحث نقطة دارت حولها الكثير من الأسئلة من هو هذا الفرعون الذى ارتبطت قصته
ببنى إسرائيل؟؟؟؟
وهنا عند عرضى لقصة فرعون موسى لن يطغى عليً الوتر القومى وسألتزم الموضوعية على أتم ما تكون وذلك لأن هذا الفرعون رغم كونه مصريا فقد أساء إلى عهد الفراعنة العظام ونحن لا نقول أن كل الفراعنة كانوا كالثوب الأبيض الذى لا يغطيه دنس , فمن المؤكد أنه كان هناك فراعنة طغاة ولكن هذا الطاغية قد أستشرى طغيانه لدرجة لم يكن لها مثيل فكان عاقبة أمره خسرا لدرجة أن لعنه الله فى أكثر من موضع من مواضع القرآن .
لقد ظهرت الكثير من النظريات حول كونية هذا الفرعون وزمانه , واختلفت تلك النظريات فيما بينها حول زمان هذا الطاغية وشخصيته , فمن تلك النظريات من قالت بأنه كان فى الأسرة التاسعة عشر ومنهم من قال بأنه كان فى عهد الأسرة الثامنة عشر ومنهم من اتخذ مسلكا مختلفا وقال بأن زمانه كان فى عهد ما قبل الأسر وهذه هى أغرب النظريات , ولكن كل نظرية جاءت ما يبرهن صحة ما جاءت به من أدلة وبراهين وهو ما وضعنا كباحثين فى ورطة , وهذه النظريات منها من قال أن هناك فرعونين أحدهما فرعون التسخير والأخر هو فرعون الخروج , ومنها من قال أن فرعون التسخير و فرعون الخروج هما شخصاٌ واحدا .
والحيرة الأكثر كانت فى أن القرآن لم يأت بنص واحد يوضح كونيه هذا الفرعون ومن المعروف أن كلمة فرعون تطلق على كل رجل أو حاكم كان يعتلى عرش مصر فى تاريخها القديم وبالتالى فأن القرآن لم يعطينا صورة كافية عن شخصية هذا الفرعون من الناحية التاريخية وتناول القرآن لقصة فرعون موسى كانت من إطار دينى بحت وكانت الحكمة من ذلك هى توضيح عاقبة الظلم والعدوان والتعالى على الله تعالى , وهنا يظهر دور الباحث التاريخى فى القيام بعمليات البحث والاستقصاء بهدف الوصول للحقيقة التاريخية.
وهنا سأكتفى بعرض لبعض النظريات التى ناقشت قصة فرعون موسى وزمانه, مع عرض للبراهين التى تثبت بها كل نظرية صحة نظريتها من خلال هذا البحث, مع قيامى بتصدير البحث بقصة مجئ بنى إسرائيل إلى مصر والأماكن التى سكنوها, ثم نورد أسباب معاداة فرعون لطائفة بنى إسرائيل وعن قصة الخروج من مصر مع عرض لبعض الآيات القرآنية التى تناولت جوانب من قصة فرعون موسى .
والله من وراء القصد ............
البــاحــــث
إهــــــــداء
إلى أبى وأمى
لله دركما , وعند الله جزاؤكما
ربى ارحمهما كما ربيانى صغيراً
دخول بنى إسرائيل مصر
فى البداية يجب أن نعلم أن إسرائيل عليه السلام الذى ينتسب إليه بنو إسرائيل هو نبى الله يعقوب ابن إسحاق ابن خليل الله إبراهيم عليه السلام , أما عن قصة أنتساب بنى إسرائيل إليه فترجع إلى أن يعقوب عليه السلام كما هو معلوم كان له أثنى عشر ولدا هم (يوسف علية السلام وأخوته) وهؤلاء هم الأسباط الأثنتى عشرة الذين ينتسب إليهم كل فرق بنى إسرائيل .
وقد بسط لنا القرآن الكريم قصة يوسف عليه السلام وأخوته وعن حسدهم إياه بسبب حب أبيهم الزائد له هو وأخيه من دونهم , ومن شدة حسدهم عليه فكروا فى قتله وذلك مصداقا لقوله تعالى (إذ قالوا ليوسف وأخيه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين ۞ أقتلوا يوسف أو أطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين) , ثم هداهم شيطانهم إلى أمر أخف وطأة إلا وهو إلقاءه فى الجب كما قال تعالى
(قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف والقوه فى غيابت الجب يلتقطه بعض السيارةإن كنتم فاعلين )
ورأينا كيف تم شراءه من قبل السيارة عندما أستخلصوه من البئر وتلا علينا القرآن ما حدث بعد ذلك من تتابع فى الأحداث حتى اشتراه عزيز مصر , والعزيز كما قال المفسرون هو القائم على أمر الخزآنة , ثم نشأ يوسف عليه السلام فى كنف ذلك الرجل ويحدثنا القرآن عن مراوده زليخة زوجة العزيز ليوسف عن نفسه وعن رفضه عصمه الله أن يجاريها فى طريق المعصية وكان عاقبة ذلك على يوسف أن دخل السجن جزاءا لرفضه معصية ربه ولكن كان الجزاء الأوفى من عند الله أن أعقبه بعد بلاءه سخاءا ورخاءا بأن جمعه بأبيه وأمه وإخوته بعد أن صار أمينا على خزائن الأرض .
ورأينا كيف صار يوسف أمينا على خزائن الأرض بعد أن مكث فى السجن بضع سنين وكيف خرج من السجن بسبب تأويله رؤيا الملك ومصداقا لقوله تعالى ( وقال الملك أنى أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يأيها الملا أفتونى فى رؤياى أن كنتم للرؤيا تعبرون )
ورأينا كيف تحقق تأويل رؤيا يوسف ومر القوم بسبع سنين خضر وأخر عجاف , ومن الملاحظ أن القحط قد وصل إلى أرض كنعان مما دفع أخوة يوسف أن يأتوا فى أول سنى السنوات العجاف للحصول على الغلال .
1. ورأينا كيف عرف يوسف أخوته ولم يعرفوه وكيف أستخلص أخوه بنيامين منهم , ثم فى النهاية بعدما حدثت المجادلة أن أمرهم بأن يأخذو ا قميصه ويلقوه على وجه أبيه فيأتى بصيراً ( اذهبوا بقميصى هذا فألقوه على وجه أبى يأتى بصيرا وأتونى بأهلكم أجمعين )4.
إذا هذه هى قصة دخول بنى إسرائيل مصر , فقد دخلوا إليها مع أبيهم يعقوب ( إسرائيل) عندما صار يوسف أمينا على خزائن الأرض فى عهد ملك مصر فى ذلك الوقت وهو الريان ابن الوليد وهو من( العماليق الذين كانوا يحكمون مصر وقتها )
إكراما ليوسف قام الريان بن الوليد بإقطاع بنى إسرائيل ارض جاسان ( جاشان) وهى تقع إلى الشرق من أرض مصر , وكان عددهم عندما دخلوا فى عهد يوسف كما تقول التوراة سبعين نفسا وخرجوا بعد ذلك مع موسى عليه السلام وهم أزيد من 600000 نفساٌ وفى هذا نظر.
استقرار بنى إسرائيل فى مصر
لقد عاش بنو إسرائيل فى مصر فى كنف يوسف عليه السلام الذى صار فى مكانه عظيمة فى الدولة , فقد كان مقرباً من حاكم مصر الذى أقطعهم أرض جاشان وكانت هى مكان استقرارهم طوال فترة بقائهم بمصر حتى خروجهم مع موسى عليه السلام بعد ذلك بأربعة أجيال .
وقد عاش بنو إسرائيل حياة نمطية فقد كونوا عصبة واحدة وقومية مستقلة عن باقى المصريين الأمر الذى استجلب عليهم عداوة الحكام بعد ذلك رغم وجود بعض مظاهر التبادل بينهم وبين المصريين .
عداوة فرعون لبنى إسرائيل
لا أحد ينكر أن قدوم بنى إسرائيل إلى مصر قد غلف فى البداية بالحب والمودة والعطف من قبل حكام مصر, وذلك لأنهم قوم يوسف عليه السلام . ولكن سرعأن ما أنقلبت هذه المودة إلى عداوة من قبل الحكام ومرد الأمر فى ذلك هو طبيعة بنى إسرائيل أنفسهم فقد قيل أنهم اشتهروا بدب النزاع بين المصريين وإيقاع التخاصم بينهم كما أنهم مثلوا قومية خاصة أنعزلوا بها عن باقى المصريين وقد كانت أرض جاشان محور هذه القومية.
ولكن العداء الأكبر كان من قبل فرعون ويفسر المفسرون ذلك بأن فرعون رأى فى منامة ذات يوم أن نارا قد جاءت من بيت المقدس وأحرقت كل ملكه وعندما سأل المفسرون عن هذه الرؤيا أخبروه أن مولودا سيأتى من بنى إسرائيل ويذهب بعرشه ومن وقتها أمر فرعون بقتل كل الأطفال الذكور المولودين حديثا .
كان الإسرائيليون فى مصر مسخرين للقيام بأعمال شاقة أجبرهم عليها فرعون مثل بناء المدن وخدمة المصريين وعندما قل عدد الاسرائليين من جراء قتل أطفالهم أشتكى المصريون لفرعون من نقص الاسرائليين الذين يخدمونهم وهذا سيكلفهم خدمة أنفسهم , فأمر بأن يقتل أطفال الاسرائليين عاما ويبقى عليهم عاما وكان مولد موسى عليه السلام فى عام قتل الأطفال الاسرائليين , وكان هدف فرعون من قتلهم عاما وإحيائهم عاما هو ضمان عدم إنقطاع خدمة بنى إسرائيل له وللمصريين .
موسى الطفل الرضيع
من عجائب القدر أن موسى عليه السلام قد ولد فى العام الذى يقتل فيه الأبناء الذكور من سلاله بنى إسرائيل ولقد خافت أم موسى على إبنها من المصير المحتوم ولكن أوحى الله لها أن تلقيه فى اليم ولا تخاف عليه وأن تنتظر العاقبة من الله مصداقا لقوله وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولاتخافى ولا تحزنى أنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين , وبالفعل ألتقطه آل فرعون كى يتربى موسى فى كنف هذا الطاغية وأن يربى فرعون بنفسه وفى بيته من سيكون على يديه بإرادة الله زوال ملكه .
وتربى موسى فى كنف فرعون وشغل بعض الوظائف الهامة وترعرع وسط فرعون وحاشيته , وفى عهده ازدادت سطوه بنى إسرائيل اعتمادا على مكانة موسى عند فرعون ولا أدل على ذلك من قصة اليهودى مع المصرى الذى وكزه موسى فقضى عليه ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلأن هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثة الذى من شيعته على الذى من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه .
وبعد تلك الحادثة هرب موسى إلى أرض مدين خوفا من بطش المصريين وبطش فرعون خاصة عندما علم بإجتماع القوم ليقتلوه وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن القوم يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج إنى لك من الناصحين , وقضى موسى فى أرض مدين 10سنوات هى الميثاق الذى بينه وبين كاهن مدين الذى قيل أنه نبى الله شعيب , ولكنه ليس نبى الله شعيب وأسمه هو يثرون أو يثرو أو ياثر وتزوج من إحدى أبنتيه .
وفى عودة موسى إلى مصر جاء إليه فى طريق العودة أمر الله تعالى عن طريق الوحى بإصطفائه للنبوة إذ رأى ناراً فقال لأهله أمكثوا أنى أنست نارًا لعلى ءَاتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى , وقد أمر الله موسى أن يذهب إلى فرعون ويبلغه الرسالة وقد طلب موسى من ربه أن يذهب بأخيه هارون كى يشد من أزره وذهب موسى وهارون إلى فرعون كى يبلغاه بالرسالة ولكن ما كان منه إلا أن تطاول على بنى الله موسى ونعته بالنقصأن وأنه لا يكاد يبين أم أنا خير من هذا الذى هو مهين ولا يكاد يبين أى يكاد لا يفسرما يريد أن يقول ولهذه قصة .
والقصة هى أن موسى عليه السلام عندما كان صغيرا جذب لحيه فرعون ومر الأمر على فرعون مر الكرام ولكن حاشيته نبهته أن هذا الطفل توافرت فيه قوه ليست كالتى فى مثل الذين فى سنه ونبهوه أنه ربما يكون هو الطفل الذى سيذهب بملكه وأراد قتله ولكن المرأة الصالحة آسيه بنت مزاحم زوجة فرعون والتى كان لها الفضل فى البداية فى تبنى موسى وعدم قتله تدخلت وقالت لفرعون أن هذا طفل صغير لا يعيى ما يفعل فأعد له فرعون اختبارا , فقدم له تمره وجمرة وقال إن أخذ التمرة وأكلها فهو يستطيع أن يفسر ويعيى الأمور , وإن أخذ الجمرة وأكلها فبذلك يتبين أنه لا يفسر ويعيى الأمور, فأخذ موسى الجمرة وأكلها فأحترق لسانه فأصابته لثغة فى لسانه وهو ما يفسره دعاء سيدنا موسى عندما قال وأحلل عقدة من لسانى يفقهو قولى.
وسأل فرعون موسى عن الأيام الذى قضاها فى قصره وعن قتله للمصرى ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ۞ وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين . فرد عليه موسى قائلا فعلتها إذا
وأنا من الضالين ۞ ففرت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجلعنى من المرسلين وكل هذا مماطلة من فرعون عدو الله بسبب إصراره وكفره , فهو لم يستمع إلى فهوى ما جاء به موسى وعندما سأل عن ذلك سأل بكبر حين قال وما رب العالمين وكانت الإجابة ربكم ورب أبائكم الأقدمون , فقال فرعون إلى أهل مصر إن رسولكم الذى أرسل إليكم لمجنون وقال فى موضع أخر وقال فرعون يا هامان ابن لى صرحا لعلى ابلغ الأسباب ۞ أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه كاذبا وعنما جاء موسى بالأدلة الدامغة وهى العصا والثعبان وبياض يديه قال فرعون إن هذا لساحر عليم وتم الاتفاق على أن يكون يوم الزينة وهو يوم مباراة السحرة يوم يحق الله الحق ويبطل الباطل وكان هدف موسى من ذلك أن يشهد جميع أهل مصر ويحكموا بصدق ما جاء به , ولما تراءت الفئتان كان هدف السحرة من ذلك التقرب من فرعون فالسحر من أقدم العقائد الموجودة عند المصريين وبدأت المباراة بإلقاء السحرة لما جاءوا به من سحر وألقى موسى ما جاء به من آية فكانت آية موسى هى البيان الحق وآمن فريق من أهل مصر بموسى وهم ليسوا بكثير وبالطبع آمن السحرة فكان عقاب من آمن مع موسى هو التنكيل والتعذيب من قبل عدو الله فرعون وتوالت الآيات على أهل مصر وعلى فرعون حتى يؤمن بآيات الله وقد قال العلماء أنها تسع آيات وكان فى كل مرة يتضرع إلى موسى كى يدعو ربه ليصرف عنه عذاب الله ويؤمن معه ويدعو لهم موسى وما يكون من دعاءه إلا الإدبار عن الله وعن نبيه وقالوا يأيها الساحر ادعُ لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون , ومن هذه الآيات التى ابتلى الله بها فرعون وقومه الضفادع والدم والجراد والطوفان والقمل .
ولم يؤمن وظل على كبره واضطهاده لمن آمن مع موسى , وفى قصة ماشطة إبنه فرعون وأبنائها لصورة بالغة عن ألوان التنكيل والتعذيب التى لاقاها من آمن من قبل هذا العدو, وجاء أمر الله إلى موسى بالخروج من مصر والفئة التى آمنت معه وعندما علم فرعون بنبأ خروج بنى إسرائيل من مصر تبعهم حتى يقتلهم فأتبعوهم مشرقين ۞ فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ۞ قال كلا إن مع ربى سيهدين
والمقصود بمشرقين هم وقت الشروق أو جهة الشرق , ومن هول الموقف أحس الإسرائيليون أنهم لن ينجو لأنهم لا مناص لهم , لأن البحر أمامهم والعدو خلفهم ولكن الله نجا موسى ومن معه وأغرق فرعون وجنده بعد أن ضرب موسى البحر بعصاه فأنفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وبعد أن خرج موسى وفريقه من البحر ضربه بعصاه مرة أخرى فغرق فرعون وجنده وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا ۞ حتى إذا أدركه
الغرق قال آمنت أنه لا اله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ۞ الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون .
نستخلص من قصه فرعون وموسى السابقة:
• أن موسى من نسل يوسف عليه السلام وقد بعثه الله لفرعون كى يدعوه إلى عبادة الله ونبذ الشرك .
• بنو إسرائيل قد جاؤا إلى مصر مع يوسف عليه السلام وكان عددهم عند دخولهم كما تقول التوراة 70 فردا وقيل أنهم 63 , 83 , 93 .
• خرجوا مع موسى وهم حوالى 60 ألفا وقيل 70 ألفا وقيل 90 ألفا , وقالت التوراة أن العبرانيين وقت خروجهم كان 6000000 وفى هذا نظر
• ما بين يوسف عليه السلام وموسى عليه السلام 3 أجيال , سكن العبرانييون خلالها ارض جاشان وهى تقع إلى الشرق من الأراضى المصرية .
• لاقى العبرانيون أشد أنواع التنكيل والتعذيب من فرعون خاصة بعد حادثة الرؤيا التى فسرتها له حاشيته , ومن نتائجها قتل الأبناء الذكور ثم الإبقاء عليهم عاما وقتلهم عاما .
• شد موسى عليه السلام فى ديار فرعون وفى شبابه حدث نزاع بين إسرائيلى ومصرى قتله موسى فهرب إلى أرض مدين ومكث بها 10 سنوات تزوج خلالها ابنه كاهن مدين .
• فى عودته إلى مصر أوحى الله إليه بالرسالة وأمره بالذهاب لفرعون وتبليغه الرسالة , وكانت العصا والثعبان واليد البيضاء هما آيات موسى .
• ظل فرعون على كفره وأشتد تعذيبة للفئة التى آمنت مع موسى بعد مباراة السحرة فأمرة الله بالخروج هو والفئة المومنة من ارض مصر .
والأن سوف نناقش سويا فى إيجاز بعض الآراء التى ناقشت كونية فرعون موسى وزمانه :
1. فرعون فى عهد الأسر
أولا :- رمسيس الثانى :
لقد ربط كثير من الباحثين بين فرعون موسى ورمسيس الثانى وذلك لأن رمسيس الثانى قد بنى مدينة رعمسيس والتى كانت عاصمة دولته وقيل أنه استخدم الاسرائليين فى بناء تلك المدينة , وقد ربط الباحثون قديما بين تلك المدينة وبين بنى إسرائيل لأنه كما سبق أن وضحنا مدينة رعمسيس هى إحدى المدن التى سكنها الاسرائيليون فى مصروبذلك فقد ربط هؤلاء الباحثون بين بناء االمدينة فى عهد رمسيس وبين قضية فرعون التسخير .
( ورمسيس الثانى مكث فى الحكم من 1290( ق.م / 1224 ق.م) , وكان مغرما بتخليد ذكراه , وطوال مدة حكمه بنى العديد من القصور والتماثيل , وأتهمه البعض بأنه أكبر لص أثار فى العالم لأنه كان يخلد أسمه وينقشه على أثار وعمائر من سبقوه فى حكم مصر, إلا أن البعض يلتمس له عذرا فى ذلك , ومرد الأمر فى ذلك أن حكم الأسرة الثامنة عشر قد شابهها حكم الهكسوس , والهكسوس شعب بربرى لا يدينون بقيمة الحضارة وهم حقاً اللصوص لأنهم كانوا يحفرون أسمائهم على أهم أعمال وآثار من سبقهم من الحكام المصريين وعندما تولى رمسيس الحكم سجل أسمه على تلك الآثار بعد أن مسح الأسماء الهكسوسية , وسجل أسمه هو لأنه لم يكن يعلم أسماء الحكام المصريين أصحاب تلك العمائر والآثار) .
وعلاوة على طول مده حكم رمسيس والتى بلغت 67 عاما فقد كانت هنالك عوامل أخرى أدت إلى بزوغ نجم رمسيس الثانى وجعله من أعظم حكام التاريخ , ومن هذه العوامل أنه تحدى قوه الحيثيين أكبر قوة عسكرية فى عصره ودخل معها فى حروب إلى أن أنتهى الأمر يتوقيعة لمعاهدة مع خاتو سيلى ملك الحيثيين أدت إلى إقرار السلام بين الدولتين , كما أنه تزوج من ابنه خاتو سيلى مما أدى إلى تعميق العلاقات بين الدولتين .
إذا ربط بعض المؤرخين بين كونية فرعون موسي ورمسيس الثانى والسبب الذى جعل هؤلاء الباحثين يعتقدون أن رمسيس الثانى هو فرعون موسى هو مدينة رمسيس , رعمسيس , برعمسيس التى تم بناؤها فى عهده والتى كانت إحدى المدن التى سكنها العبرانيون فى مصر .
ولكن إذا علمنا أن مدينة رعمسيس والتى تنقسم إلى قسمين رع – رمسيس اى أنها تنتسب إلى رع ورمسيس , قد تم بناؤها فى عهد سابق لعهد رمسيس الثانى , إذا يضعف رأى هذا الفريق بأن فرعون موسى هو رمسيس الثانى .
ثانيا :- مرنـبـتــاح :
لقد ظل اليهود يعتقدون حتى عام 1896 م أن مرنبتاح هو فرعون موسى , ولكن تعددت الأقاويل بعد ذلك التاريخ بسبب الأدلة التى ظهرت على ساحة البحث التاريخى .
( مرنبتاح هو ابن رمسيس الثانى وتولى الحكم مدة عشر سنوات وهو فى الستين من عمره وكان شغوفا مثل أبيه بتخليد ذكراه ) , وورد عن كثير من الباحثين كثرة ذكر لفظ بنى إسرائيل فى عهده حتى قيل أن كلمة الاسرائيلين
لم تذكر فى التاريخ المصرى قبل عهد مرنبتاح .
قيل أن مرنبتاح فى العام الرابع من حكمه حقق إنتصارات على الإسرائيلين , وأطلق عليه لقب مخرب جازر ووجد ذلك على نقش فى عمدا .
زاد نفوذ قوة الحيثيين بعد وفاة رمسيس الثانى , والحيثيين هم جنس من الشعوب الهندوأوروبية قدموا من أواسط آسيا فى الشرق من البحر الأسود إلى هضبة الأناضول فى بداية الألف الثأنى ق . م , ومن ضمن المقتطفات التى وجدت ضمن النقش نص يقول " لقد أنتهينا من أمر السماح للشاسو من قبائل آدوم بالمرور لقلعة رمنبتاح التى فى جكو حتى بحيرات بيتوم التى فى جكو حتى نحتفظ بهم أحياء ونستحى قطعانهم بفضل طيبة فرعون الشمس الرائعة لكل ارض , العام الثامن . . . ثالثا أيام النسئ , . . . يوم مولد ست "
بيتوم : فيثوم , وادى الطميلات فى الصحراء بين الدلتا والإسماعيلية .
جكو: سكوت آدوم : ادم عليه السلام الشاسو : الرعية أو الرعاة
ولعل هذا النص بالإضافة لغيره من النصوص الأخرى التى وجد فيها كلمة إسرائيل والتى ترجع لعهد مرنبتاح هو ما يفسر الربط بين مرنبتاح وفرعون موسى .
ولو تأملنا شخصية مرنبتاح الحاكم نجد أنه فى عهده حدث الاتى :
1. فى العام الثالث من حكمه قامت ثورة فى الاراضى الشرقية التى كانت خاضعة لحكم المصريين , ولكن مرنبتاح خرج من مصر وأدب الثائريين على حكمه وتوالى بعد ذلك التاريخ إرسال الرسائل إلى حكام تلك الأراضى حتى ومن بينهم حاكم صور الذى ورد ذكره فى كتابات أحد الموظفين من عهد مرنبتاح وكان هدف مرنبتاح من ذلك ضمان تبعيتهم له
2. فى العام الخامس من حكمه كانت هناك ثورة الليبيين الذين سكنوا إلى الغرب من الاراضى المصرية وطمعوا فى الإستيلاء على الاراضى المصرية حتى أنهم وصلوا إلى الدلتا بفضل مساعدة شعوب البحر لهم ولكن تغلب عليهم مرنبتاح .
وفى وجهه نظر الباحث أمر الليبيين يقلل من فرضيه أن مرنبتاح هو فرعون موسى , والسبب فى ذلك هو أن :
1. مرنبتاح تولى الحكم وهو فى الستين من عمره ولم يمكث سوى عشر سنوات وهذه المدة لا تتفق مع فرعون موسى الذى مكث فى الحكم مدة طويلة تفوق تلك المدة بكثير
2. قيل أن مرنبتاح فى العام الرابع من حكمه قضى على ثورة الإسرائيلين وفى العام الخامس قضى على ثورة الليبيين وهذا لا يتفق مع فرعون موسى الذى مات بعد محاربه الإسرائيلين علاوة على أنه لم ينتصر عليهم أصلاً
3. القرآن الكريم لم يعط أى إشارة إلى أمر الليبيين أو أى عدو واجهه فرعون موسى والقرآن الكريم هو المصدر الوحيد الذى تعتبر نصوصه حقائق لا تقبل التأويل
ثالثا :- تحوتمس الثالث :
هناك نص فى التوراة جاء فى سفر ملوك الأول ( 6 : 1 ) يقول " وكان فى سنه الأربعمائة وثمانين لخروج بنى إسرائيل من أرض مصر فى السنة الربعة لملك سليمان فى شهر زيو وهو الشهر الثانى أن بنى بيتاً للرب "
سليمان عليه السلام حكم ما بين 972 ق.م إلى 936 ق.م وعاصر الحاكم المصرى شنشق , والعام الرابع من حكمه كان 967 ق.م والذى يعاصر العام 480 من خروج العبرانيين من مصر.
إذاً خروجهم بطرح التاريخيين من بعضهم يكون فى عام 1449 ق.م أى أواخر فترة حكم تحوتمس الثالث .
لقد جاء هؤلاء الباحثون بوجهه نظر مختلفة فحواها أن تحوتمس الثالث هو فرعون موسى وبنوا معتقدهم هذا على نص وجد فى التوراة يحدد تاريخ بناء سليمان عليه السلام لبيتا للرب وهذا التاريخ كما تقول التوراة هو الموافق لعام 480 منذ خروج العبرانيين من مصر وبحساب الفترة التى أستغرقها ذلك التاريخ من تولى سليمان عليه السلام للحكم وجد أن تاريخ الخروج يوافق حكم احد فراعنة الأسرة الثامنة عشر وهو تحوتمس الثالث .
كما أيد هذا الفريق صحة فكرته من خلال دليل أخر وهو :
أن تدمير أريحا كان فى عام 1407 ق.م وقيل أن تدمير أريحا كان بعد خروج العبرانيين من التيه بمدة قصيرة والمعروف أن العبرانيين لم يدخلوا بيت المقدس إلا بعد حوالى أربعين سنه بعد خروجهم من مصر مصداقا لقول الله تعالى فى سورة المائدة قال فإنها محرمه عليهم أربعين سنه يتيهون فى الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين
وبما أن العبرانيين دخلوا ارض كنعان مباشرة بعد خروجهم من التيه , وأن مدة إقامتهم بالتية أربعين سنه بعد خروجهم من مصر إذا فخروجهم كان فى عام 1447 ق.م تقريبا ( عهد تحوتمس الثالث ) .
قائمة الكرنك والتى ترجع إلى عام 1479 ق.م تشير إلى أسماء يعقوب آل , يوسف آل , وإلى تحريض من قبل الخابيرو لأهالى مصر حتى يثوروا على الحكم أواخر عهد إخناتون .
وقد حكم إخناتون من عام 1370 : 1753 ق.م , وكلمة الخابيرو أو العابيرو تعنى " الجماعات المتقاربة " وربما يكونوا هم العبرانيين الذين قضى عليهم مرنبتاح بقرنين على أساس أن العبرانيين خرجوا من مصر منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد وبذلك يكون الوقت قد سمح لهم بالاستقرار فى أرض كنعان طوال هذين القرنين حتى عهد مرنبتاح واضطهاده لهم .
إذا بنى الباحثون القائلون بأن فرعون موسى هو تحوتمس الثالث على الاتى :
• النص الذى جاء فى التوراة وحدد وقت بناء سليمان لبيتا للرب فى العام 480 من وقت خروج العبرانيين
من مصر ويوافق هذا التاريخ عام 1449 ق.م .
• تدمير أريحا والذى كان قريبا لخروج بنى إسرائيل من التيه
• قائمة الكرنك والتى ترجع لعام 1479 ق.م وحوت أسماء يعقوب – يوسف – الخابيروتعنى الجماعات
المتقاربة مثلها مثل العابيرو .
من هذه الدراسة القصيرة نستخلص أنه :
كان هناك رأيان , رأى يقول أن فرعون موسى ينقسم إلى قسمين أو إلى شخصين أحدهما هو فرعون التسخير
والأخر هو فرعون الخروج , ورأى أخر يقول أن فرعون التسخير وفرعون الخروج هما شخصاً واحدا
الرأى الأول : أختار رمسيس الثانى ومرنبتاح ,
الرأى الثانى : أختار تحوتمس الثالث ليصبح فرعون التسخير والخروج فى نفس الوقت .
مدة إقامة اليهود فى مصر كانت 430 عاما كما هو فى التوراة فى سفر الخروج , لكن السيتاجونى يقول أن تلك المدة كانت فى مصر وكنعان وليست مصر فقط .
بين يعقوب وموسى 4 أجيال , بين موسى ويوسف 3 أجيال . لآوى شقيق يوسف كان جدا لموسى عن طريق أمه
يو كابد وكان جدا مباشرا , ومن جهه أخرى فإنه كان جدا لموسى عن طريق ابنه لأن ابن لآوى كان جدا مباشراً لموسى اذا فيوسف عليه السلام كان خالا لموسى عليه السلام عن طريق أمه يوكابد ابنه لآوى .
أما عن دخول اليهود مصر فكان كالأتى :
أولا : هم ينقسمون حول أنفسهم فمنهم من يرى أن مكوثهم فى مصر كان 430 عاما ومنهم من يرى أنهم 215 عاما فقط , وتحليل هذا أنه " بين هجره إبراهيم عليه السلام الى مصر مولد إسحاق 25 عاما , وبين مولد إسحاق ومولد يعقوب 60 عاما , ومولد يعقوب ومولد يوسف ودخولهم مصر 130 عاما .
مكث يعقوب فى مصر 17 عاما , وعند دخول العبرانيين إلى مصر كان يوسف يبلغ من العمر 38 عاما 1, لأن إخوته آتوا لطلب الميره فى سنى الجدب بعد سنى الخصب السبع , وكان يوسف قد ارتقى الوزارة بعدها " أمين خزائن الأرض" وهو نفس منصب عزيز مصر الذى أشترى يوسف , وعاش يوسف بعدها 110 عاما .
يرى هؤلاء أن دخول إبراهيم عليه السلام إلى مصر يرجع إلى عام 1865 ق.م أى حوالى منتصف عهد الأسرة الثانية عشرة ولكنهم ينتقضون أن عددهم كان وقت الخروج 6 ملايين ويقبلون على الأرجح 6 ألاف للأسباب الآتية:
1. من المعلوم أن الإسرائيليين قد أستعارو من المصريين بعض حليهم ومن المحال أن يحصل هؤلاء الستة
ملايين على زينه من المصريين
2. لم يكن هناك فى تاريخ الشرق الأدنى القديم مدينة مليونية .
3. لم يتم العثور على أى آثر فى مدينة رعمسيس وبيسوم يدل على ذلك .
4. المصدر الوحيد لذلك هى التوراة وبالطبع هى محرفة .
5. كان موسى يحكم فى آى نزاع بين قبائل بنى إسرائيل ولو كان العدد مليونى لاستحال عليه ذلك , يضييف
كانت مدينة رعمسيس قائمة قبل عهد الرعامسه خاصة وقد وجدوا بها آثار تعود لعهد الدولة الوسطى ,
اذا فقد تم بنائها فى عهد سابق لعهد رمسيس الثانى وأن رمسيس الثانى قام بنسب هذه المدينة إليه لأنه
كما سبق أن وضحنا كان مغرماً بتخليد ذكراه .
2. فرعون فى عهد ما قبل الأسر
رأينا من خلال وجهة النظر السابقة أن فرعون موسى كان فى عهد ما بعد الأسر , والمعروف أن بداية التاريخ المصرى القديم كان فى عام 3200 ق.م وذلك بسببين :
• أن إختراع الكتابة كان فى هذا التاريخ تقريبا
• نجاح محاولة توحيد القطرين على يد الملك مينا
ومعظم الآراء التى ناقشت كونية فرعون موسى شبه أجمعت على أنه كان موجودا فى عهد الدولة الحديثة , ولكن ظهرت على ساحة البحث وجهة نظر مختلفة تماما عن الآراء السابقة وكان منطلق دراسة هذه النظرية أن زمان فرعون موسى كان فيما قبل عهد الأسر.
وسنعرض الآن لهذه النظرية مع ما جاءت به من أدلة تثبت بها صحة آرائها :
أوزير(أوزوريس):
تبنى الدكتور سعيد ثابت أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة فى كتابه عن فرعون موسى الفكرة القائلة بأن فرعون موسى هو أوزير أو أوزوريس , وبالطبع كانت هذه النظرية غير مألوفة على ساحة البحث ولكن سنناقش سويا الآن الأدلة التى بنى عليها الدكتور سعيد نظريته .
ملخص هذه النظرية أنه كان هناك عالم أخر وجد قبل عصر التدوين التاريخى فى مصر وظهر فيه الطاغية فرعون الذى ارتبطت قصته بمجئ بنى إسرائيل إلى مصر ويستطرد قائلا أن هذا الزمان كانت له مميزاته الخاصة به ولكننا لم نعثر على ما يدلنا على وجود هذا الزمان من آثار بسبب أن هذا الزمان قد شهد قوة غير طبيعية قد غيرت معالم الأرض ومحت كل أثارها مثلما حدث فى طوفان نوح عليه السلام , أو حدوث عملية طى عنيفة أدت إلى تغيير معالم الأرض وبذلك تعثر علينا العثور على آثار ومعالم هذا الزمان .
وفى الواقع لا نستطيع أن نحكم على صحة هذه النظرية من عدمها إلا بعد أن نسرد الدلائل التى ساقها صاحب هذه النظرية , وتتمثل هذه الأدلة فيما يلى .................
أولا : الأماكن التى دارت فيها أحداث بنى إسرائيل فى مصر
• (يرى صاحب هذه النظرية على علم تام بكونية وزمان ومكان فرعون موسى وأنهم قد حولوا التوراة وطمسوا أى معالم متعلقة بهذا الملك وأخفوا المعلومات عن الجميع حتى لا يعرفها أحد غيرهم كنوع من الخصوصية التاريخية , ولو تأملنا النظر فى الديانة اليهودية سنجد أن اليهود قد أحاطوها بهالة من الخصوصية ومرد الأمر فى ذلك أنهم قد تعرضوا لأحداث شديدة كاضطهاد فرعون لهم والأسر البابلى الأول والثانى وتدمير هيكلهم على يد تيتوس الرومانى عام 70 م ) , وتشردهم فى العالم أكثر من مرة بسبب تلك الحوادث بالإضافة لتعرضهم للاضطهاد على يد هتلر النازى , كل هذه الأمور جعلت اليهود يرون أنهم فئة مستقلة وأنهم أصحاب خصوصية مستقلة تميزهم عن غيرهم حتى أنهم فى عقيدتهم لا يقبلون إليها وافد ولا يخرج من ديانتهم احد
• كما يرى أصحاب تلك النظرية أن أماكن الأحداث التى دارت فيها قصة بنى إسرائيل مع فرعون ليست معلومة تماما ورفضوا الرأى القائل بأن رعمسيس وفيثوم هما تلك المدينتين اللتين مرت بهما أحداث بنى إسرائيل فى مصر, والمعروف أن مدينة رعمسيس التى كانت عاصمة لدولة رمسيس الثانى وجد لها جذور فى عهد الدولة الوسطى , كما أن أرض جاشان التى قيل أن العبرانيين سكنوها فى مصر ليست لها آثار موجودة الأن وأن كل ما وجد فى نقوش القدماء المصريين بخصوص هذا الموضوع هو إسم أرض جحستى وهو أقرب ما يكون إلى ارض جاسان أو جاشان , وارض جحستى توجد فى صعيد مصر وارتبطت بها قصة أوزوريس
كما يضيف الدكتور سعيد أن الآثار التى وجدت بمدينتى فيثوم ورعمسيس ليست مرتبطة بفرعون الخروج وأنها أثار احد الفراعنة المصريين .
• مانيتون الذى وجد فى القرن الثالث ق.م وكان معاصرا لبعض فراعنة مصر ورغم ذلك لم يستطع الوصول الى أية معلومات تدل على زمان ومكان الأحداث فنسب الأمر إلى أن فرعون هو أحمس , وفى ذلك لخير دليل على أن معالم الأماكن التى وجد بها العبرانييون فى مصر قد أندثرت .
• إذا فلو حدث ودمرت مصر بفعل قوة غير طبيعية أدت إلى اندثار معالم مصر فى ذلك الزمان فماذا عن الفراعنة الذين أتوا بعد ذلك ؟؟ وكيف أتوا ؟؟
يجيب الدكتور سعيد على ذلك بأنه وقت حدوث هذا الدمار كان هناك شرذمة قليلون مشتتون من عهد فرعون جمعوا شملهم تحت رآيه زعيم لهم فى زمن لاحق وكونوا دولة جديدة , كما أن هؤلاء الأفراد قد شهدوا أحداث فرعون وبنى إسرائيل وارتبطت بمخيلتهم ووصلت الأحداث للعصور التالية وللأجيال اللاحقة بهم بواسطتهم .
• لا ننسى أن عصر فرعون قد شهد بعض الآيات الخارقة نتيجة لطغيانه ومنها الجراد , القمّل , الضفادع , الدم وليس معنى هذا أن أحد تلك الآيات هو المسئول عن هلاك وأندثار ولكن الشاهد هنا أن عصر فرعون قد شهد بعض الآيات الخارقة التى لم يكن المصريون يألفونها قبل ذلك .
ثانيا : الإثبات الزمنى للأحداث
كما سبق أن وضحنا أن صاحب تلك النظرية قد بنا فلسفته حول كونية فرعون وموسى على أن اليهود يعلمون علم اليقين من هو هذا الفرعون الذى ارتبطت قصته بهم ولكنهم يزيفون الحقائق المتعلقة به حتى يستأثرون وحدهم بمعرفة الحقيقة كنوع من الخصوصية التاريخية , ومن أجل ذلك قاموا بتحوير التوراة , فيدعى اليهود أن بداية التقويم عندهم يعود إلى بداية الخليقة وأن أول شهورهم هو شهر آب , وبما أن كل طائفة تؤرخ بالأحداث الهامة فى تاريخها فإن بداية تاريخ العبرانيين هو وقت خروجه من مصر .
كما سبق أن وضحنا أن مدة إقامة العبرانيين فى ارض مصر وكنعان كانت 430 عاما والأن نحن فى العام اليهودى 5765 حسب التقويم العبرى , 2006 حسب التقويم الميلادى , ولو أضفنا التاريخ الميلادى وهو 2006 إلى تاريخ مصر القديم المعلوم وهو 3200 ( أقدم تاريخ قديم عرفه المصريون لأنه تاريخ إختراع الكتابة )
تكون المعادلة كالاتى : ( 2006 + 3200 = 5206 ) , ( 5206 – 5721 = 515 )
هى الفرق بين التاريخ العبرى والتاريخ المصرى وبما أن بداية التاريخ العبرى يبدأ من وقت الخروج من مصر والمسافة بين وقت الخروج وحكم الملك مينا أول موحد للقطرين 515 عاما , إذا فخروج بنى إسرائيل من مصر كان فى عهد ما قبل الأسر, وأن الفرعون الذى إرتبطت به أحداث الخروج وذكره القرآن كان موجودا فى عهد ما قبل الأسر.
ثالثا : المعتقدات المصرية القديمة
يرى الدكتور سعيد ثابت أن المصريين كانت لهم معتقدات قديمة وهذا أمر طبيعى لأن أى جماعة لهما عاداتها وتقاليدها التى تتوارثها عن أجيالها السابقة , ولكن معتقدات المصريين كان بها شئ من الغموض , ويرجح الدكتور سعيد ثابت أن المعتقدات المصرية القديمة مرتبطة بما رآه المصريون من أحداث دارت بين فرعون موسى وموسى عليه السلام خاصة ما كان منها فى يوم الزينة فمثلا :
الثعبان الذى أشتهر به المصريون قديماً يروى لنا القصص المصرى القديم قصة الثعبان أبوفيس( عابب )
حيث أن هذا الثعبان والمسمى بعابب كان يطارد يوميا موكب إله الشمس رع من أول النهار حتي يتمكن رع من قتله آخر النهار بصعوبة، وكيف تخوف المصريون قديما من الثعابين بوجه عام حتى أنهم خافوا على آلهتهم منها , وكذلك كان هناك مجموعة من الثعابين الشريرة من أمثلتها " الررك - نحب كاو – عم أخو قابى " ومنها الثعابين الخبرة " كواجيت – مرت سجر – القدر – رننونت " ,
ويروى لنا كتاب الموتى قصة هذه الثعابين جيداً لدرجة أن المصريين قاموا بعمل تعاويذ خاصة لهذه الثعابين كى تصرف عنهم آذاها .
ويستخلص الدكتور أن المصريين لم يصلوا إلى هذا التقديس للثعبان بفطرتهم ولكنهم ركّبوا فى مخيلتهم قصة هذا الثعبان من خلال ما رآوه أو ما سمعوه بما حدث يوم الزينة .
كذلك عصا الراعى التى أشتهر بها المصريون، يؤكد أن هذا النوع من العصى قد عرف بها المصريون منذ عصر الدولة القديمة , ويربط الدكتور سعيد بين هذا النوع من العصى وتلك التى أستخدهما موسى عليه السلام يوم الزينة من شق البحر , لدرجة أن المصريين قسموا تلك العصا إلى 3 أنواع هى :
المحجن : يحملها الملوك , وهى عصا قصيرة طولها 50 سم احد أطرافها على شكل دائرة مفتوحة .
عصا الكهنة : عصا فى أحد أطرافها شكل مستطيل تحمل بعض التعاويذ قيل أنها للسحر .
عصا الراعى : وهو رمز كل الآلهة واستعملت على نطاق واسع بين طوائف الشعب والكهنة .
وقيل أن هذا النوع من العصى قد حمل قوة غير عادية فى التحكم والسيطرة على الثعابين , ويربط الباحث بين عصا موسى التى حققت الكثير من المعجزات , وبين العصا التى أشتهر بها المصريون .
الـكـف أو الصـفـاقـات
قيل أنها استعملت بهدف إجراء بعض التعاويذ أو جلب الحظ أو رد السحر وسمى بعضها بالشخاشيخ والتى أستعملها الكهنة لجلب السحر واستعملها الراقصات , ويرجع تاريخها الى عصر الدولة القديمة , ويربط الباحث بينها وبين معجزات الكف التى جاء بها موسى عليه السلام كما ورد فى القرآن الكريم ونزع يده فإذا هى بيضاء للناظرين واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى
العـجــل الـمـقــدس
أشتهر المصريون القدماء بعبادة العجل المقدس منذ أقدم العصور وحتى فى عصر ما قبل الأسر لدرجة أنه كانت هناك مراسيم ملكية تدعوا إلى ضرورة عبادة العجل المقدس , ونسبت هذه المراسيم الملكية إلى الملك مينا .
وكان لهذا العجل علامات مميزة منها " مثلث على الجبين - هلال على الجبين - شعر مضاعف على الذيل "
ويذكر هيريدوت أنه وجد فى وقت من الأوقات مع أوزوريس إله الموتى وكان مقره منف , ووجد أيضا عجلاً مقدساً فى هليوبلس وآخر فى طيبة , وكانت لهذه العجول علامات مميزة وكانت تعامل معاملة مميزة أو شبيهه بالمعاملة المقدسة وذلك لإعتقادهم بتجسد روح الإله فى بعضها مثل تجسد روح أوزوريس مثلا .
ويربط الباحث بين قصة العجل المقدس وقصة السامرى , ويروى أن أوزوريس قد تجسد فى روح عجل اسمه أون- نفر وكان يمكن أن يُقرآ فر- عون – أو فراون لأن الهيروغليفية وطريق تسجيلها وكتابتها تسمح بقراءة الكلمات معكوسة
الـبــقــرة حـتـحــور
قدسها المصريون منذ عهد الملك مينا موحد القطرين , وارتبطت بصلة وثيقة بعالم الموتى وأُعتبرت حامية لجبانة طيبة , وفى كتاب الموتى يوضح أن هناك بقرة طيبة تستقبل الموتى لترحب بهم فى العالم الأخر ويعتقد أنها الإله الذى يسند السلم الذى يصعد عليه الأبرار إلى السماء , وخصصت بعد ذلك عربة للموتى .
إتصلت بعالم الأحياء حيث وجدت فى كثير من الآثار تمد الملك بلبنها باعث الحياة وهى فى صورة إمرأة أو كبقرة ترضع الملك والملكة مباشرة , كما قدس المصريون كارعها حيث وجدت كتمائم .
ويربط الباحث بينها وبين قصة البقرة فى سورة البقرة التى استخدم كارعها كى يدل على القاتل , ووجدت فى الصومال , وفى سيناء حيث عرفت بربه بلاد الفيروز .
رابعا : سـنـوهـى ومـوســى
ويربط الباحث بين قصة هروب موسى عليه السلام من مصر وعودته إليها مرة أخرى وبين قصة أخرى وجدت فىالقصص المصرى القديم , وهى قصة سنوهى الذى هرب من مصر إلى المشرق بعدما علم بوفاة أمنمحات احد ملوك الأسرة 12 وتولى ابنه سنوسرت , وكان هروبه بسبب خوفه من بطش سنوسرت , وبعد ما مكث بضع سنين خارج مصر واشتد حنينه إلى وطنه استأذن الملك سنوسرت فى العودة إلى مصر التى يشتاق إليها وبسبب رغبته فى أن يدفن فى تراب وطنه الغالى .
ففى قصة هروب سنوهى ما يتفق فى كثير من الأمور مع قصة هروب موسى , فقد جمعت القصتان بين عناصر متشابهة ومنها :
أن هروب موسى عليه السلام وسنوهى كان إلى أرض المشرق , بالإضافة إلى أن كل منهم قد مكث سنوات بعيداً عن وطنه كما أن القصتين قد جمعت فى طياتها عنصر أخر متشابه وهو بزوغ نجم كل من موسى وسنوهى فى الأرض التى هاجر إليها .
ويستشهد الباحث بالصفات المشتركة فى قصتى الهروب بأن سنوسرت وسنوهى كانا فى عهد الأسرة 12 وأن المصريين قد أقتبسوا معالم هذه القصة من قصة هروب موسى من مصر وحوروها حتى توافق النزعة القومية لديهم وكان ذلك فى عهد الدولة الوسطى , فلا يمكن أن يقتبسوا معالم تلك القصة إذا كان موسى وفرعون قد وجدا فى عهد الدولة الحديثة , ويرى صاحب الفكرة أن هذا يدعم صحة نظريته بأن فرعون كان موجود فى عهد ما قبل الأسر.
أما عن سبب اختيار أوزير كى يكون هو فرعون موسى فهو الأتـــى :
أن أوزير هو الفرعون المصرى الذى ارتبطت به صفة الأوتاد والتى ذكرها القرآن الكريم فى مواقع عدة منها
وفرعون ذى الأوتاد ۞ الذين طغوا فى البلاد
أن أوزير كان يطلق عليه أحيانا أون- نفر , خانتى أمنيتو , كثير الأعين , وكما سبق أن وضحنا فأنه حسب خصائص الهيروغليفية كان يمكن أن يطلق عليه أون- نفر أو فراون أو فرعون إذا عكسناها .
زوجتة هى إيزيس باليونانية وبالمصرية إسمها إست وهو أسم قريب الشبه من الزوجة الصالحة آسيه بنت مزاحم زوجة فرعون والتى تبنت موسى فى البداية , ويوجد شبه آخر بينها وبين إيزيس وهو أن إيزيس الملكة المصرية لم تكن تنجب كما قيل فى القصص الفرعونى فتبنت طفلا واستعادته أمه منها بعد ذلك وهو نفسه ما حدث مع يوكابد أم موسى .
يرى الباحث أن أوزوريس هو حقيقة لا أسطورة متأثرا بآراء بلوتاخ وأنه كان موجودا فى زمان ما قبل عهد الأسر .
قيل أن أوزوريس الملك المصرى كان له أخاً شريراً حسده على ملكه وهو ست , وكلمة ست ترجع إلى سميت بمعنى بله صحراوية ويرى أنها تقرا ميسى أو موسى وتعنى طريد الصحراء وبذلك قد ربط
المصريون بين ست وموسى عليه السلام وجعلوه هو الأخ الشرير الذى حسد أخاه على ملكه .
قيل أن أوزوريس كان حاكما على عنجتى وهى بلده أبو صير الحالية التى تقع فى منطقة الدلتا إلى الجنوب من سمنود على الضفة الغربية لفرع دمياط وكانت وقتها تسمى جدو
وأنتشر السحر والمعجزات فى زمانه كما أنه كان عالى المقام وحدثت نبوءة أرتبطت بمولده وهى إنتشار صيحات السرور التى تلتها دموع وأنواح عندما تبين أن أحداثاً عظيمة سوف تعصف بملكه ومستقبله
يفترض صاحب النظرية أن حورس امتداد لصورة أوزوريس بعد موته وبذلك تكتمل الصورة التى رسمت عن إضطهاد فرعون لبنى إسرائيل خاصة إذا علمنا أن حورس قد عكف على الإنتقام من إتباع ست , مصداقا لقوله على لسان بنى إسرائيل حينما قالت لموسى أُوذينا فى الله من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا .
التطابق بين قصة غرق أوزوريس مع غرق فرعون موسى وذلك لأن القصص المصرى القديم يروى لنا قصة غرق أوزير فى احد الأنهار ووجدها ست ومزقها إلى أربع أجزاء .
ظهر أوزير فى معظم صوره شابا يافعا , وكان من المنطق أن يظهر فرعون موسى فى صوره على أنه شيخ كبير , ولكن نجد هنا تفسيرا فى ذلك لما وجد فى كتاب سيرة الأنبياء لإبن إسحاق نصاً يقول "أن موسى وهارون لما آتيا فرعون وعرضا أمر النبوة طلب فرعون أن يمهلاه يومين , فأوحى الله تعالى لفرعون أنك إن آمنت بالله وحده عمرتّك فى ملكك ورددّتك شاباً طريا فاستنظرهما فرعون فلمّا كان من الغد دخل عليه هامان وقال لاتؤمن لهما وأنا أرّدك شابا فوافق فرعون فأتى هامان وخضّر وجهه بالسواد فصارت تلك صورته حتى اليوم .
عزيز ابن الله قالتها اليهود , وأقرب الأسماء إلى عزير هذا هو الفرعون المصرى أوزير خاصة وأنه من نسل الإله كما أعتقد المصريون قديما ( تعالى الله أن يكون له ولد )
إذا وجدنا من خلال البحث السابق بعض الآراء والنظريات التى ناقشت كونية فرعون موسى وزمانه , وأنقسمت تلك النظريات ما بين مؤيد أن زمان فرعون موسى كان فى عهد ما بعد الأسر وخاصة فى عهد الدولة الحديثة وأنقسم أصحاب تلك النظرية على أنفسهم فمنهم من قال أن فرعون موسى هو رمسيس الثانى , ومنهم من قال أنه مرنبتاح إبن رمسيس الثانى ومنهم من قال بأنه تحوتمس الثالث ولكن هذه الآراء جميعها قد اتفقت على أن زمان فرعون موسى كان فى عهد الدولة الحديثة , ووجدت وجهة نظر أخرى معارضة للفكرة السابقة وأيدت أن فرعون موسى وزمانه كان قبل ذلك بكثير فهو قبل عصر التدوين التاريخى فى مصر القديمة وألقت بظلالها على شخص واحد فقط تمركزت حوله الدراسة وهو أوزير أو أوزوريس , وقد ساقت كل منهم أدلة وبراهين تثبت بها صحة فكرتها .
وفى النهاية هذه هى بعض النظريات التى دارت حول فرعون موسى , أرجو أن أكون قد وفقت فى عرض هذه النظريات بشكل يتفق مع متطلبات البحث التاريخى , ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا العمل فى ميزان حسناتنا يوم أن نلقاه , إنه هو ولى ذلك والقادر عليه ,
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .......................
القرآن الكريم .
النسفى : تفسير القران العظيم .
سعيد ثابت : فرعون موسى من يكون وأين ومتى؟؟؟ , دار الشروق , القاهرة , 1987 .
إبن كثير : قصص الأنبياء , نقحه أبو عبد الله سيد توفيق , دار العلوم العربية, القاهرة , 1997 .
محمد على سعد الله : تاريخ مصر القديمة , مركز الإسكندرية للكتاب , الإسكندرية , 2002 .
محمد خليفة حسن : تاريخ الأديان , دار الثقافة العربية , القاهرة, 2002 .
عبد العزيز صالح : الشرق الأدنى القديم , بدون تاريخ .
عودة عبد الواحد : تاريخ الشرق الأدنى القديم , دار الثقافة العربية , القاهرة , 2003 .
محمد فهمى عبد الباقى : تاريخ الشرق الأدنى القديم , 2004 .
نجيب ميخائيل إبراهيم : مصر والشرق الأدنى , ج 3 , القاهرة , 1966 .
محمد أبو رحمه :
أ/أحمد رشاد- عدد المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 26/03/2010
رد: بحث عن فرعون موسي
بحث رائع ومنظم وشيق
لكن أريد بعض التفصيل عن فرعون التسخير وفرعون الخروج والفرق بينهما
حاولت الفهم من مضمون البحث لكن نطمح للإزادة
حسب فهمى أن فرعون التسخير هو من كان يسخر الإسرائليين للأعمال الشاقة وبناء المدن
وفرعون الخروج هو من تم فى عهده خروج اليهود من مصر الى ارض كنعان
صحيح؟
مدينة جاشان التى سكنها الإسرائليين المصريين كنت آمل أن أعرف أى مدينة مصرية هى لكن فى نهاية البحث قلت هى ( إسم أرض جحستى وهو أقرب ما يكون إلى ارض جاسان أو جاشان , وارض جحستى توجد فى صعيد مصر )
فمن شغفى لمعرفة اين توجد جاشان صرت شغوفة كذلك بمعرفة مدينة جحستى لانها المدينة التى شهدت قصة ايزيس وازوريس
فين مدينة جاشان ومدينة جحستى على الخريطة المصرية المعاصرة ؟
لفظ (كينونة) فرعون أصح وأكثر شيوعا من لفظ ( كونية) فرعون
اشكرك جدا على بحثك استاذ احمد
لكن أريد بعض التفصيل عن فرعون التسخير وفرعون الخروج والفرق بينهما
حاولت الفهم من مضمون البحث لكن نطمح للإزادة
حسب فهمى أن فرعون التسخير هو من كان يسخر الإسرائليين للأعمال الشاقة وبناء المدن
وفرعون الخروج هو من تم فى عهده خروج اليهود من مصر الى ارض كنعان
صحيح؟
مدينة جاشان التى سكنها الإسرائليين المصريين كنت آمل أن أعرف أى مدينة مصرية هى لكن فى نهاية البحث قلت هى ( إسم أرض جحستى وهو أقرب ما يكون إلى ارض جاسان أو جاشان , وارض جحستى توجد فى صعيد مصر )
فمن شغفى لمعرفة اين توجد جاشان صرت شغوفة كذلك بمعرفة مدينة جحستى لانها المدينة التى شهدت قصة ايزيس وازوريس
فين مدينة جاشان ومدينة جحستى على الخريطة المصرية المعاصرة ؟
لفظ (كينونة) فرعون أصح وأكثر شيوعا من لفظ ( كونية) فرعون
اشكرك جدا على بحثك استاذ احمد
SpeRanZa- عدد المساهمات : 252
تاريخ التسجيل : 08/03/2010
العمر : 38
الموقع : http://spranzism.blogspot.com/
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى