البحث عن الذات

لا أريد الدببة والعطور لا أريد الحلوى والشموع أنا بحاجة للهدووووء فيوم عيد الميلاد جسرى بين زحام وزحام , وقفة قصيرة على الرصيف العام بعدها أستأنف الركض مدفوعة بآلاف الإلتزامات, فليتنكر لى كل من يعرفنى فأنا بحاجة لأملأ أذناى بالصمت

لا شئ يحدث فى الوقت غير المناسب , كل شئ محكوم بدقة , فى العام الماضى فى يوم عيد ميلادى كنت أقرأ ( زوربا ) وجعلت مقولة كاتبها كزانتزاكس " اذهب حتى النهاية , ارم بعيدا , حينئذ تنتصر " قاعدة لعامى الثالث والعشرين
اليوم...وبدون أى تدبير أنا غارقة بكاملى فى فلسفة كزانتزاكس وعالمه المليئ بالواجبات
ليس السؤال المثير لماذا كزانتزاكس فى عيد ميلادى ؟
إنما هل أنا جديرة بتحمل واجباته وإيفاءها فى عامى الرابع والعشرين ؟
هل رميت بعيدا العام الماضى ؟ هل انتصرت ؟
الإجابة قالها لى شاعر مقرّب وقتما حلم بى قائلا :رأيتك ترتدين فراشة بيضاء لها جناحان شفافان لكنك لا تطيرين إنما تقفين على الأرض , تدورين حول ذاتك بين كوخ وأدغال
هو حلم أشبه برؤى العرافات لأنه جسّد حالتى بالفعل أنا أدور حول ذاتى , أحلم بالطيران ولى جناحان لكنى مازلت حائرة بين السكينة والمغامرة
ولأنى سئمت الدوران ولأنى أمقت الإغماء سأحمل واجبات كزانتزاكس العليا وأحلق من أجل إعمالها , وصدقا سأستعمل جناحاى ووعدا سأطير , ففى عامى الرابع والعشرين لن يعرفنى أهلى ولا الوطن الحزين