من يدفع الثمن
صفحة 1 من اصل 1
من يدفع الثمن
منذ آخر تقييم عالمي صدر عن المنتدى الحكوماتي للتغير المناخي في عام 2001 زادت البيانات العلمية الناتجة عن رصد التغيرات الطبيعية بشكل هائل ، وأصبحت النماذج الافتراضية التي يصورها الكمبيوتر لما سيكون عليه شكل الكوكب مع استمرار التغيرات المناخية أكثر تعقيدا، وإن كانت التوقعات ليست جازمة.
يعزي كثير من العلماء ارتفاع حرارة الأرض إلى ما يعرف بغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، التي تبثها صناعات الدول الثقيلة وحرق الوقود الحفري في أجواء الكوكب.
وقد صرح العلماء في تعليق نشر في عدد شباط / فبراير الماضي من دورية " نيتشر" العلمية أن الانبعاثات جعلت من تغير المناخ أمرا لا مفر منه وأنه حتى أكثر التنبؤات تفاؤلا تظهر أن تركيز الأبخرة الغازية الضارة على المستوى العالمي سيزداد في المستقبل القريب".
كما أضاف العلماء أن المهم هنا حماية الناس من آثار تغير المناخ كجزء من استراتيجية أوسع للتنمية المتوائمة مع البيئة. ولم يكن الأمريكيون بحاجة لان ينظروا أبعد من إعصار عام 2005 في مدينة نيو اورليانز الذي أخرج معظم سكانها من ديارهم. وفي هذا السياق قال الخبراء: "إعصار كاترينا أوضح بشكل مدمر أن الأضرار المناخية إنما هي نتاج أنماط من التنمية غير المستدامة المواكبة لغياب المساواة الاجتماعية والاقتصادية. كما أن تصنيع سيارات وإقامة محطات للطاقة ومنازل "خضراء" كلها صديقة للبيئة، يساعد في خفض الانبعاثات. وفي المقابل فان التكيف يمكن أن يشتمل على أشياء عديدة تبدأ من تحسين التحصينات التي تقيمها الدولة للتصدي للفيضان إلى قطع الأشجار التي يمكن أن تسقط على منزلك عند هبوب عاصفة.
ويقول رئيس منتدى التغير المناخي، راجندرا باتشوري "اتضحت الكثير من الأمور، وتؤكد الصورة أن من المرجح أن يكون أفقر الفقراء الأكثر تضررا من آثار التغير المناخي".
وربما يكون تناقص المياه العذبة المشكلة الأكثر خطورة بالنسبة للمجتمعات البشرية ، فالسلاسل الجبلية العظمى في العالم، مثل جبال الهمالايا وجبال روكي والأنديز والألب، تعمل كمخازن طبيعية للمياه، إذ تتجمع بها مياه الأمطار وثلوج الشتاء، ثم تبدأ في الذوبان تدريجيا في الصيف لتمد بقاعا أخرى بالمياه العذبة في صورة جداول وأنهار.
غير أن ثمة أدلة عملية تشير إلى أن ما يعرف بالمجلدات أو الأنهار الثلجية تنكمش في كافة السلاسل الجبلية، فيما تكهنت دراسة حديثة بأن 75% من ثلوج الألب ستختفي بنهاية هذا القرن، وبالتالي يتضاءل مناسيب مياه الأنهار التي تغزي الأراضي المحيطة.
ومن ناحية أخرى وبينما يختفي الثلج، ستصبح فيضانات الربيع والخريف أكثر شيوعا، بينما تزدادا مواسم الجفاف في الصيف. ومن المتوقع أن يشير تقرير المنتدى المناخي إلى أن هناك "ما يشير بدرجة كبيرة من الثقة" إلى أن تلك الظواهر آخذة في الحدوث فعلا ، كما يتوقع التقرير أن تكون مدن رئيسة ساحلية أو قريبة من السواحل أكثر عرضة للغمر بالمياه.
ومن شأن هذا التكهن بانخفاض الناتج الزراعي في أغلب أنحاء العالم ،فمن المتوقع أن تشهد أفريقيا، وأغلب مناطق أمريكا الجنوبية، وآسيا انخفاضا في حجم المحاصيل الغذائية والثروات الحيوانية.
وبينما تستفيد بعض بقاع العالم بارتفاع درجات الحرارة في الكوكب بنحو درجة مئوية، إذ يتسع نطاق الزراعة بمناطق في نيوزيلندا وشمال روسيا وأمريكا الشمالية، فسوف يؤدي ارتفاع درجات الحرارة أكثر من ذلك إلى تضرر الناتج الزراعي في كافة أنحاء العالم.
وكان الكثير من المراقبين قد أصروا على ضرورة أن تركز إجراءات الحد من التغير المناخي على حماية المجتمعات والمنظومات البيئية الطبيعية من آثار الفيضانات والجفاف، بدلا من التركيز على انبعاث غازات الدفيئة.
ويوصي المنتدى المناخي بأن تسير محاولات التكيف مع جهود خفض انبعاثات الكربون المؤدية لارتفاع الحرارة. وكان تقرير صدر في فبراير/شباط قد خلص إلى أنه من المرجح بنسبة 90% على الأقل أن النشاط البشري مسؤول بالأساس عن ارتفاع حرارة الكوكب الملحوظة منذ عام 1950.
مليارات البشر يواجهون مخاطر التغيرات المناخية
أظهرت دراسة جديدة في ألمانيا حملت عنوان "ثمن التغير المناخي" أن هذا التغير قد يتسبب في وفاة نحو 20 ألف شخص حتى عام 2100، خاصة من كبار السن الذين لا يتحملون درجات الحرارة شديدة الارتفاع. وجاء في الدراسة التي نشرها معهد كيلر للاقتصاد الدولي بتكليف من مؤسسة البيئة، أن ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 32 درجة مئوية خاصة في المدن الكبرى المزدحمة بالسكان، له تأثير سيء جداً على الصحة. فهو يؤدي إلى إنهاك القلب والرئتين وهو ما يهدد بدوره بتضاعف عدد الوفيات خاصة من كبار السن إن لم تتخذ إجراءات وقائية مشددة. كذلك يعتقد العلماء أن عدد المرضى الذين يشكون بأمراض سببتها شدة الحرارة سيتضاعف، فإن كان هذا العدد يصل الآن إلى نحو 25 ألف مريض، فمن المتوقع أن يصل هذا العدد في المستقبل إلى 150 ألف.
وعلى الصعيد الاقتصادي، توقع العلماء أن تقل الإنتاجية في ألمانيا بنسبة كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وبسبب الأمراض التي تسببها، حيث ترتفع مصاريف العلاج وحدها لتصل من 300 إلى 700 مليون يورو سنوياً، حسب المتحدث عن مؤسسة البيئة. كما أن زيادة نسبة المرض تؤدي إلى التقليل من أداء الموظفين والعاملين، مما يسبب الانخفاض في الإنتاجية بنسبة تصل إلى 12 بالمئة، أي أن الخسائر قد تصل إلى نحو 10 مليار يورو بينما تصل حالياً إلى 2.4 مليار يورو حسب إعلان معهد كيلر.
وقد حذر خبراء يشاركون في مؤتمر دولي بشأن التغيرات المناخية من أن مليارات من البشر يواجهون نقصا في المواد الغذائية والمياه مع زيادة مخاطر الفيضانات ، وقد ورد هذا التحذير في تقرير أعده مئات من الخبراء الدوليون في شؤون البيئة نشر بتاريخ 6/4/2007.
وقد تم التوصل بين الخبراء المجتمعين على فحوى التقرير النهائي وصياغته بعد مناقشات استغرقت ليلة كاملة في العاصمة البلجيكية بروكسل ، ويقول الخبراء المجتمعون إن الفقراء في العالم سيكونون الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية ، بينما صرح " مارتن بيري " ، مساعد الفريق الحكوماتي بشأن التغيرات المناخية إن الدلائل أشارت إلى أن للتغير المناخي تأثيرا مباشرا على الحيوانات والنباتات والمياه.
وكانت أبرز النقاط التي توصل اليها التقرير كما وردت في المؤتمرالصحفي على النحو التالي:
النتائج الرئيسية
• 75- 250 مليون شخص في أرجاء افريقيا يمكن أن يواجهوا نقصا في المياه بحلول عام 2020.
• قد تنمو حصيلة الحاصلات الزراعية بنسبة 20 في المائة في شرق وجنوب شرق آسيا، وبنسبة 30 في المائة في وسط وجنوب آسيا.
• قد تنخفض الزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار بنسبة 50 في المائة في بعض مناطق القارة الافريقية بحلول عام 2020.
• من 20 إلى 30 في المائة من كل النباتات والفصائل الحيوانية تواجه مخاطر الانقراض في حالة ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل من 1.5 إلى 2.5 درجة
• يتوقع أن ينخفض مستوى الثلوج مما يقلل من المياه التي تتوافر في البلاد التي تعتمد على ذوبان الثلوج في الحصول على المياه.
ويقول التقرير إن الزيادة المنظورة في معدلات درجة حرارة الأرض من "الأرجح جدا" أن تكون راجعة إلى الانبعاثات الغازية الناتجة عن الاحتباس الحراري ، ويشمل التقرير الذي أعده الفريق 29 ألف معلومة عن تغيرات تم رصدها في النواحي الفيزيائية والبيولوجية في البيئة الطبيعية ، ويعتقد أن 89 في المائة من هذه المعلومات ذات علاقة بارتفاع درجة حرارة الأرض.
وقد رحب العلماء والسياسيون بهذا التقرير إلا أن عدة دول من بينها الولايات المتحدة والسعودية والصين والهند طالبت بتخفيف لهجة الصيغة النهائية لما تم الاتفاق عليه.
السبل المقترحة
وسيطرح الاتفاق على قمة مجموعة الدول الثمان الصناعية الكبرى المقرر انعقادها في يونيو/ حزيران المقبل ، ويعد هذا هو التقرير الثاني الذي تصدره اللجنة خلال العام الجاري ، حيث تم إصدار تقرير سابق يتعلق بعلم التغير المناخي في شهر فبراير/ آب الماضي أكد أن الانشطة الانسانية مسؤولة بشكل كبير عن ارتفاع درجة حرارة الأرض والذي يتم رصده منذ خمسينيات القرن الماضي.
ومن المقرر أن يصدر تقرير ثالث في مايو/ أيار المقبل عن السبل المقترحة لوقف الانبعاثات الغازية وارتفاع درجات الحرارة ، وسيخلص تقرير رابع يصدر في أواخر العام ما توصل إليه الخبراء على مدى العام.
وكان الصندوق العالمي للطبيعة حذر مؤخرا من ان التغيير المناخي يهدد عشر مناطق أو اجناس حية تعتبر من روائع الطبيعة، ومن بينها غابات الامازون والكتل الجليدية في الهملايا ونمور البنغال ، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن لارا هانسن، المسؤولة العلمية عن برنامج المناخ في الصندوق، لدى عرضها دراسة اجرتها المنظمة في بروكسل قولها:
"من السلاحف الى النمور من صحراء شيواوا الى الامازون كل روائع الطبيعة هذه مهددة بفعل الاحتباس الحراري الذي يهدد كذلك احتياطي المياه العذبة على الارض".
وحذر الصندوق العالمي للطبيعة من ان 30 الى 60 بالمائة من غابات الامازون التي تحوي 40 الف نوع من النباتات و427 جنسا من الثدييات قد تتحول الى سهول مقفرة ، كذلك ادرجت على لائحة الروائع المهددة صحراء شيواوا الممتدة بين الولايات المتحدة والمكسيك والتي تؤوي 3500 نوع من النباتات وحيوانات نادرة ، وفي الهملايا حيث اكبر كمية من كتل الجليد في العالم بعد المناطق القطبية فان الجليد قد يذوب بوتيرة متسارعة ما سيؤدي الى تحولات كبرى في المنطقة.
يعزي كثير من العلماء ارتفاع حرارة الأرض إلى ما يعرف بغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، التي تبثها صناعات الدول الثقيلة وحرق الوقود الحفري في أجواء الكوكب.
وقد صرح العلماء في تعليق نشر في عدد شباط / فبراير الماضي من دورية " نيتشر" العلمية أن الانبعاثات جعلت من تغير المناخ أمرا لا مفر منه وأنه حتى أكثر التنبؤات تفاؤلا تظهر أن تركيز الأبخرة الغازية الضارة على المستوى العالمي سيزداد في المستقبل القريب".
كما أضاف العلماء أن المهم هنا حماية الناس من آثار تغير المناخ كجزء من استراتيجية أوسع للتنمية المتوائمة مع البيئة. ولم يكن الأمريكيون بحاجة لان ينظروا أبعد من إعصار عام 2005 في مدينة نيو اورليانز الذي أخرج معظم سكانها من ديارهم. وفي هذا السياق قال الخبراء: "إعصار كاترينا أوضح بشكل مدمر أن الأضرار المناخية إنما هي نتاج أنماط من التنمية غير المستدامة المواكبة لغياب المساواة الاجتماعية والاقتصادية. كما أن تصنيع سيارات وإقامة محطات للطاقة ومنازل "خضراء" كلها صديقة للبيئة، يساعد في خفض الانبعاثات. وفي المقابل فان التكيف يمكن أن يشتمل على أشياء عديدة تبدأ من تحسين التحصينات التي تقيمها الدولة للتصدي للفيضان إلى قطع الأشجار التي يمكن أن تسقط على منزلك عند هبوب عاصفة.
ويقول رئيس منتدى التغير المناخي، راجندرا باتشوري "اتضحت الكثير من الأمور، وتؤكد الصورة أن من المرجح أن يكون أفقر الفقراء الأكثر تضررا من آثار التغير المناخي".
وربما يكون تناقص المياه العذبة المشكلة الأكثر خطورة بالنسبة للمجتمعات البشرية ، فالسلاسل الجبلية العظمى في العالم، مثل جبال الهمالايا وجبال روكي والأنديز والألب، تعمل كمخازن طبيعية للمياه، إذ تتجمع بها مياه الأمطار وثلوج الشتاء، ثم تبدأ في الذوبان تدريجيا في الصيف لتمد بقاعا أخرى بالمياه العذبة في صورة جداول وأنهار.
غير أن ثمة أدلة عملية تشير إلى أن ما يعرف بالمجلدات أو الأنهار الثلجية تنكمش في كافة السلاسل الجبلية، فيما تكهنت دراسة حديثة بأن 75% من ثلوج الألب ستختفي بنهاية هذا القرن، وبالتالي يتضاءل مناسيب مياه الأنهار التي تغزي الأراضي المحيطة.
ومن ناحية أخرى وبينما يختفي الثلج، ستصبح فيضانات الربيع والخريف أكثر شيوعا، بينما تزدادا مواسم الجفاف في الصيف. ومن المتوقع أن يشير تقرير المنتدى المناخي إلى أن هناك "ما يشير بدرجة كبيرة من الثقة" إلى أن تلك الظواهر آخذة في الحدوث فعلا ، كما يتوقع التقرير أن تكون مدن رئيسة ساحلية أو قريبة من السواحل أكثر عرضة للغمر بالمياه.
ومن شأن هذا التكهن بانخفاض الناتج الزراعي في أغلب أنحاء العالم ،فمن المتوقع أن تشهد أفريقيا، وأغلب مناطق أمريكا الجنوبية، وآسيا انخفاضا في حجم المحاصيل الغذائية والثروات الحيوانية.
وبينما تستفيد بعض بقاع العالم بارتفاع درجات الحرارة في الكوكب بنحو درجة مئوية، إذ يتسع نطاق الزراعة بمناطق في نيوزيلندا وشمال روسيا وأمريكا الشمالية، فسوف يؤدي ارتفاع درجات الحرارة أكثر من ذلك إلى تضرر الناتج الزراعي في كافة أنحاء العالم.
وكان الكثير من المراقبين قد أصروا على ضرورة أن تركز إجراءات الحد من التغير المناخي على حماية المجتمعات والمنظومات البيئية الطبيعية من آثار الفيضانات والجفاف، بدلا من التركيز على انبعاث غازات الدفيئة.
ويوصي المنتدى المناخي بأن تسير محاولات التكيف مع جهود خفض انبعاثات الكربون المؤدية لارتفاع الحرارة. وكان تقرير صدر في فبراير/شباط قد خلص إلى أنه من المرجح بنسبة 90% على الأقل أن النشاط البشري مسؤول بالأساس عن ارتفاع حرارة الكوكب الملحوظة منذ عام 1950.
مليارات البشر يواجهون مخاطر التغيرات المناخية
أظهرت دراسة جديدة في ألمانيا حملت عنوان "ثمن التغير المناخي" أن هذا التغير قد يتسبب في وفاة نحو 20 ألف شخص حتى عام 2100، خاصة من كبار السن الذين لا يتحملون درجات الحرارة شديدة الارتفاع. وجاء في الدراسة التي نشرها معهد كيلر للاقتصاد الدولي بتكليف من مؤسسة البيئة، أن ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 32 درجة مئوية خاصة في المدن الكبرى المزدحمة بالسكان، له تأثير سيء جداً على الصحة. فهو يؤدي إلى إنهاك القلب والرئتين وهو ما يهدد بدوره بتضاعف عدد الوفيات خاصة من كبار السن إن لم تتخذ إجراءات وقائية مشددة. كذلك يعتقد العلماء أن عدد المرضى الذين يشكون بأمراض سببتها شدة الحرارة سيتضاعف، فإن كان هذا العدد يصل الآن إلى نحو 25 ألف مريض، فمن المتوقع أن يصل هذا العدد في المستقبل إلى 150 ألف.
وعلى الصعيد الاقتصادي، توقع العلماء أن تقل الإنتاجية في ألمانيا بنسبة كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وبسبب الأمراض التي تسببها، حيث ترتفع مصاريف العلاج وحدها لتصل من 300 إلى 700 مليون يورو سنوياً، حسب المتحدث عن مؤسسة البيئة. كما أن زيادة نسبة المرض تؤدي إلى التقليل من أداء الموظفين والعاملين، مما يسبب الانخفاض في الإنتاجية بنسبة تصل إلى 12 بالمئة، أي أن الخسائر قد تصل إلى نحو 10 مليار يورو بينما تصل حالياً إلى 2.4 مليار يورو حسب إعلان معهد كيلر.
وقد حذر خبراء يشاركون في مؤتمر دولي بشأن التغيرات المناخية من أن مليارات من البشر يواجهون نقصا في المواد الغذائية والمياه مع زيادة مخاطر الفيضانات ، وقد ورد هذا التحذير في تقرير أعده مئات من الخبراء الدوليون في شؤون البيئة نشر بتاريخ 6/4/2007.
وقد تم التوصل بين الخبراء المجتمعين على فحوى التقرير النهائي وصياغته بعد مناقشات استغرقت ليلة كاملة في العاصمة البلجيكية بروكسل ، ويقول الخبراء المجتمعون إن الفقراء في العالم سيكونون الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية ، بينما صرح " مارتن بيري " ، مساعد الفريق الحكوماتي بشأن التغيرات المناخية إن الدلائل أشارت إلى أن للتغير المناخي تأثيرا مباشرا على الحيوانات والنباتات والمياه.
وكانت أبرز النقاط التي توصل اليها التقرير كما وردت في المؤتمرالصحفي على النحو التالي:
النتائج الرئيسية
• 75- 250 مليون شخص في أرجاء افريقيا يمكن أن يواجهوا نقصا في المياه بحلول عام 2020.
• قد تنمو حصيلة الحاصلات الزراعية بنسبة 20 في المائة في شرق وجنوب شرق آسيا، وبنسبة 30 في المائة في وسط وجنوب آسيا.
• قد تنخفض الزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار بنسبة 50 في المائة في بعض مناطق القارة الافريقية بحلول عام 2020.
• من 20 إلى 30 في المائة من كل النباتات والفصائل الحيوانية تواجه مخاطر الانقراض في حالة ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل من 1.5 إلى 2.5 درجة
• يتوقع أن ينخفض مستوى الثلوج مما يقلل من المياه التي تتوافر في البلاد التي تعتمد على ذوبان الثلوج في الحصول على المياه.
ويقول التقرير إن الزيادة المنظورة في معدلات درجة حرارة الأرض من "الأرجح جدا" أن تكون راجعة إلى الانبعاثات الغازية الناتجة عن الاحتباس الحراري ، ويشمل التقرير الذي أعده الفريق 29 ألف معلومة عن تغيرات تم رصدها في النواحي الفيزيائية والبيولوجية في البيئة الطبيعية ، ويعتقد أن 89 في المائة من هذه المعلومات ذات علاقة بارتفاع درجة حرارة الأرض.
وقد رحب العلماء والسياسيون بهذا التقرير إلا أن عدة دول من بينها الولايات المتحدة والسعودية والصين والهند طالبت بتخفيف لهجة الصيغة النهائية لما تم الاتفاق عليه.
السبل المقترحة
وسيطرح الاتفاق على قمة مجموعة الدول الثمان الصناعية الكبرى المقرر انعقادها في يونيو/ حزيران المقبل ، ويعد هذا هو التقرير الثاني الذي تصدره اللجنة خلال العام الجاري ، حيث تم إصدار تقرير سابق يتعلق بعلم التغير المناخي في شهر فبراير/ آب الماضي أكد أن الانشطة الانسانية مسؤولة بشكل كبير عن ارتفاع درجة حرارة الأرض والذي يتم رصده منذ خمسينيات القرن الماضي.
ومن المقرر أن يصدر تقرير ثالث في مايو/ أيار المقبل عن السبل المقترحة لوقف الانبعاثات الغازية وارتفاع درجات الحرارة ، وسيخلص تقرير رابع يصدر في أواخر العام ما توصل إليه الخبراء على مدى العام.
وكان الصندوق العالمي للطبيعة حذر مؤخرا من ان التغيير المناخي يهدد عشر مناطق أو اجناس حية تعتبر من روائع الطبيعة، ومن بينها غابات الامازون والكتل الجليدية في الهملايا ونمور البنغال ، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن لارا هانسن، المسؤولة العلمية عن برنامج المناخ في الصندوق، لدى عرضها دراسة اجرتها المنظمة في بروكسل قولها:
"من السلاحف الى النمور من صحراء شيواوا الى الامازون كل روائع الطبيعة هذه مهددة بفعل الاحتباس الحراري الذي يهدد كذلك احتياطي المياه العذبة على الارض".
وحذر الصندوق العالمي للطبيعة من ان 30 الى 60 بالمائة من غابات الامازون التي تحوي 40 الف نوع من النباتات و427 جنسا من الثدييات قد تتحول الى سهول مقفرة ، كذلك ادرجت على لائحة الروائع المهددة صحراء شيواوا الممتدة بين الولايات المتحدة والمكسيك والتي تؤوي 3500 نوع من النباتات وحيوانات نادرة ، وفي الهملايا حيث اكبر كمية من كتل الجليد في العالم بعد المناطق القطبية فان الجليد قد يذوب بوتيرة متسارعة ما سيؤدي الى تحولات كبرى في المنطقة.
Amoon- عدد المساهمات : 38
تاريخ التسجيل : 06/03/2010
العمر : 37
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى